بالسلامة والعافية، والله يلقيكم الخير ذهابا وإيابا، وسفركم يكون من البغاز إلى جبل طارق، وحيث يكثر عليكم الشرقى ارجعوا للعرائش، وحيث يكثر الغربى ارجعوا لتطوان، وحين تكونون على جبل طارق اعلموا أنه من نزل منكم لبلاد النصارى نعاقبه العقوبة التامة الشديدة.
وفى نصف اكتبر ارجعوا لرباط الفتح وبه يكون رباطكم إن شاء الله والسلام في رابع رجب الفرد الحرام عام ١١٨٨.
ومن تمامه: إن البحرية التسعة الواردين مع ولد عبد الله بن محمد نأمر على الصابونجى أن يسفرهم معه زيادة على عمارته، وحين ترجع للرباط إن شاء الله أنزلهم عندك بدارك واستوص بهم خيرا، وهأنا أمرت عبد الله بن محمد أن يرتب لهم مؤنتهم والسلام في تاريخه".
وقد أشار لأعمال هذه العمارات فوق متون البحار القنصل الفرنسى دوشينى الذى كان بسلا في الجزء الثانى من كتابه في أخبار المغرب بقوله: إن هذا السلطان الكبير أدرك بمهارته أن يحكم على دول أوروبا بما كان تحت يده من الأسارى الذين جلبهم رجال سفن قرصانة من البحار، فكانوا يسالمونه ويسعون في مرضاته لأجل ذلك. هـ.
وكذلك أومأ لهذا المعنى السفيران الكاتب الغزال الفاسى في صدر رحلته لإصبانيا والكاتب ابن عثمان المكناسى في رحلته أيضا وغيرهما.
ومما جاء في الكناش المالى الذى نقلنا عنه فيما سلف من التراتيب المالية: أن بذمة الحاج عمر بن كشوط الجزيرى تسعة عشر مائة مثقال وثلاثون مثقالا بقيت بذمته من سلعة الغنيمة التي أتى بها الرئيس العربى لمستيرى في أول شعبان ١١٧٦.
وأن بذمة على خوجة الجزيرى بالجزائر من قيمة غنيمة الرئيس فراج ثلاثمائة دينار وأربعة وعشرون دينارا ذهبا.