للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويدفع الكاشطى الذى صير عليهم خديمنا المذكور، فساءنا كلامه لأنه لو أحسن الطلب لأنعمنا بهم عليه على تقدير أن لو كنا معكم على الكره فأحرى ونحن معكم في الصلح والمهادنة، ولأجل ذلك وجهنا لكم من حضرتنا العلية بالله عددهم عشرون فهم يصلون منا لناحيتكم.

وقد وجهنا لكم خديمنا القائد الطاهر فنيش باشدورا معه أولئك النصارى وليتكلم في أمر اقتضاه نظرنا السديد معكم ومع جميع قونصوات أجناس النصارى الذين بإيالتكم من المصالحين معنا وغيرهم على يدكم، وهو أن كل أسير أسر بإيالتنا من النصارى أيا كانوا ففداؤه مسلم رأسا برأس، وإن لم يكن عندهم مسلمون فمائة ريال فداؤه لا غير، كذلك إذا كان المسلمون أسارى عند النصارى ففداء كل مسلم نصرانى من جنسه إن وجد، وإن لم يوجد فمائة ريال فداء المسلم أيضا، وسواء في ذلك الغنى والفقير والقَوى والضعيف لا فرق بينهم في الفداء، ولا يبقى الأسير في بلاد المسلمين ولا في بلاد النصارى عاما واحدا، والشيخ الهرم الذى بلغ السبعين والمرأة كيفما كانت لا أسر فيهما، فحيث وجد الشيخ الهرم أو المرأة في سفن المسلمين أو النصارى فيسرحان في الحين من غير فداء، وهذا إن شاء الله رأى سديد ظهر لنا فيه صلاح الجانبين، أردنا أن يكون عقده على يدكم، وإن تم ذلك على الوجه المذكور فوجه لنا كتابك بإبرام ذلك ويصلك كتاب مطبوع بطابعنا الشريف، ومعلم بخط يدنا الشريفة، مضمنه أننا التزمنا جميع ما ذكر في كتابنا هذا في شأن فكاك الأسارى من الجانبين على الوجه المذكور إن تم يبقى تحت يدك، ويصلك ستة من الخيل من عتاق خيلنا صلة منا إليكم، وخديمنا المذكور لا تبطئوه عندكم ووجهوه إلينا عزما بعد قضاء الغرض الذى وجهناه إليه، ونحن معكم على المهادنة والصلح وكل ما يقول لكم ثقوا به فيه، صدر الأمر به في مهل شعبان عام واحد وتسعين ومائة وألف".

<<  <  ج: ص:  >  >>