حضرتنا العلية بالله كتابك الذى تاريخه ثانى عشر من مائه عام أربعة وسبعين وسبعمائة وألف المتضمن الإخبار بموت جدك الرى لويز الخامس عشر على يد نائب قونصوكم (برطملى دبطنير) وبقى في خاطرنا جدك لويز كثيرا، حيث كانت له محبة في جانبنا العلى، وكان ممن يحسن السياسة في قومه، وله حنانة في رعيته وحفظ عهد مع أصحابه، وفرحنا حيث كان باقيا من ذريته من يخلفه في المملكة والجلوس على سرير الملك من بعده، وما زالت تسعد بك رعيتك أكثر مما كانت في حياة جدك، ونحن معك على المهادنة والصلح، كما كنا مع جدك انتهى.
صدر الأمر بكتبه من حاضرة مكناسة الزيتون في عاشر جمادى الثانية عام ثمانية وثمانين ومائة وألف".
ومن ذلك ما كتب به له أيضا مع سفارة القائد الطاهر فنيش ولفظه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم، (محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه".
من أمير المؤمنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، عبد الله المتوكل على الله، المعتصم بالله، محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه، إلى عظيم الفرنسيس لويز السادس عشر من اسمه السلام على من اتبع الهدى.
أما بعد: فاعلم أن سفنا من سفن الفرنسيس حرثوا بأقصى إيالتنا المباركة في الصحراء وتفرق جميع من سلم من الغرق من النصارى في أيدى العرب، وحيث بلغنا ذلك وجهنا بعض خدامنا للصحراء لجمع من في أيدى العرب من النصارى الفرنصيص لنوجههم إليكم بعد الإنعام عليهم رعيا للمهادنة والصلح الذى بيننا وبينكم، ثم إن قونصوكم الذى بإيالتنا أساء الأدب وكتب لنا أن نوجه له النصارى