وفى سنة ١٢٠٠ أرسل السلطان المترجم كاتبه أبا القاسم الزيانى سفيرا للأستانة بهدية عظيمة للسلطان عبد الحميد، من جملتها أحمال من سبائك الذهب الخالص مثل بارات الجديد وأربعة آلاف قنطار من النحاس فأقام هناك مائة يوم في رعاية وإكرام إلى أن قضى الغرض وقابل السلطان، واشترى الكتب التي أوصاه المترجم بشرائها ووجد سفارة الكاتبين قبله لازالت هناك في انتظار موسم الحج من العام القابل.
ولما أراد الرجوع وجه معه السلطان وبلغه مكاتب السلطان عبد الحميد وهديته وقص عليه خبر سفارته وما قال وما قيل له وأنهم أبدوا له رغبتهم في السلف من المترجم، فأمر بتوجيه إعانة للدولة على الجهاد وقدرها ستمائة ألف ريال وخمسين ألف ريال سبائك ذهبية جعلها في صناديق، وختم عليها ووجهها على يد ملك إسبانيا فملك فرنسا وهو يبلغها للسلطان عبد الحميد.
فجاء الجواب ببلوغ المال في ستين يوما، وكان قد جاء كاتب آخر وجهوه بعد الذى ورد مع الزيانى، فبعث لهما المترجم الجواب المذكور، فتعجبا من علو همته وحسن مسارعته لأعمال الخير والبر، ثم كتب لهما الجواب وأرجعهما مكرمين.
وكان قصده رحمه الله بإرسال تلك الإعانة على الوجه المذكور الفخر على الملوك وإظهار الغنى وكمال الثروة للدول، وقد بين الزيانى سفارته هذه في كتابه الترجمانة الكبرى، الجامعة لأخبار المعمور برا وبحرا.
وفى سنة ١٢٠٢ ورد عليه سفير السلطان عبد الحميد خان المذكور وهو كاتب ديوانه أحمد أفندى في جملة من أعيان القسطنطينية مصحوبا بهدية فاخرة منها سفر واحد مشتمل على صحيحى البخارى، ومسلم، والموطأ، والمسانيد