للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل يمسح على كفل كل فرس ثم يستره بجلاله ويقبله بين عينيه، وقال إن هذه الخيل أريد أن تنسل منها خيلا حرائر، وكلذلك الجمال سر بها سرورا عظيما.

ولما حان الانصراف أمر بإحضار الكدش الذى يركبه الغزال، فقدم إليه ثم أراد من الغزال أن يركبه قبل ركوبه هو زيادة في الاعتناء والإكبار، فامتنع الغزال من ذلك فحتم عليه، ففعل بمرأى من جماعة سفراء الدول الذين كتبوا بذلك لدولهم.

ثم أراد الملك أن يبعثهم لمدريد لأن هواء المدينة لم يوافقهم ومنها يكون انصرافهم بعد صحبة سفيره الذى يريد إرساله للسلطان مع هديته، فأرسل وزيره إليهم يخبرهم بذلك، ولكن الغزال ذكر لهم أن السفارة مأمورة بالذهاب لقرطجنة لملاقاة الأسرى والنظر في شئونهم وتفريق المال عليهم، وكذلك ستذهب لغرناطة ومالقة وقالص لاستصحاب العالم الأسير بها، وفى مدة ذلك يتمون هم أغراضهم وأعلن مع ذلك استعداده لقبول رأيهم فوقع العمل برأيه.

ثم أخذ يكلم الوزير في المطلب التي جاء بها، منها تسريح الأسارى الطاعنين في السن والبصراء والمصابين بفقد بعض أعضائهم ومن في معناهم من أى بلاد كانوا ثم ما قد تجده السفارة من أسارى المغرب عند استعراض جميعهم واستيعاب أسمائهم وألقابهم، ثم إطلاق رجلين من الجزائر أحدهما طالب علم وهو الفقيه السيد مصطفى بن على البابادغى، والآخر ذو مروة.

وقد كتب للسلطان طالبا منه إنقاذه من الأسر، ثم أمور اشتكى منها الكثير من الأسارى، منها أنه إذا مات أحدهم يتولى دفنه إخوانه ومتروكه لهم وألا يولى عليهم أحد من المتنصرة حال الخدمة لأنهم أضر عليهم من مطلق النصارى، وأن لا يمنعوا من كتب رسائلهم بالعربية، وأن يرفق بهم في الخدمة ولا يكلفون ما لا

<<  <  ج: ص:  >  >>