جلول لقضاء الغرض المذكور، وأصحبهم ما ينيف على ستة وثمانين ألف ريال لصرفها في فداء الأسارى.
يبتدأُ بالنساء والصبيان والشيوخ وذوى الأعذار ثم غيرهم من الرجال، وأمرهم بالمكث هناك حتى ترد عليهم خمسة مراكب جهادية يركب الأسارى في أربع منها والمركب الكبير تتوجه عليه السفارة من ثم إلى نابولى لعقد الصلح مع مملكتها وفداء الأسارى الذين بها، فسافروا من حضرته حمراء مراكش في ثانى ذى الحجة متم سنة ١١٩٥ إلى طنجة فمكثوا بها اثنين وعشرين يوما في انتظار الريح المساعد لركوب البحر.
وفى سابع ربيع النبوى سنة ١١٩٦ ركبوا في مركب حربى بعثه ملك الإسبان لإبحار السفارة عليه لما سمع أنها تريد التوجه لقادس لكراء مركب لمالطة وقد وجدوه هناك، فبقى معهم في الانتظار وقد حياهم بعد الركوب بإطلاق المدافع ثم سار بهم إلى قادس، فتلقاهم بعد الوصول كبير المراكب الحربية وأخبرهم أنه مأمور بتنفيذ ما يريدون من المراكب لهم، وتوارد عليهم الرؤساء ليلا للسلام، ومن الغد عند النزول أخرجت المراكب مدافعها جوابا لمدافع مركب السفارة وذهبوا في احتفال بحرى للبر، ولما وصلوه حيتهم أبراج المدينة بمدافعها ثم توجهوا للمحل الذى أعد لنزولهم واقتبلوا حاكم المدينة وأعيانها وكتبوا لملك الإسبان يشكرونه على ما لقوا من رعيته ورجاله ويخبرونه أنهم سيتوجهون إلى ولده صاحب نابلولى بعد قضاء الغرض من مالطة.
وأرادت السفارة أن تتولى الإنفاق على نفسها فأبى عليها ذلك حاكم المدينة، ثم جاء جواب الملك للسفارة مرحبا وكتب للحاكم بقضاء جميع مآربها وتحذيره من التقصير مما جعل الحاكم يعتذر لها عن أن يكون قد صدر منه شئ مما ذكر، وقد