للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"محمد بن عبد الله نسل إسماعيل ينصر نصرا عزيزا رائقا، ويملك فتحا ذا غنى فتكون مملكته ممكنة ولكل خير كافية وأيامه طاهرة نقية" كرر من الحرف ما هو مكرر في الآية وقابل كل حرف بمثله عدى الصاد من الصراط أبدله بالسين، على قراءة أحد المكيين، وخاطبه فيها بقوله:

واى عز وفخر ... لمن له الذكر ذاكر

تلك السعادة ممن ... حار العلى عن أكابر

فكن إمام المعالى ... لأنعم الله شاكر

فقد بلغت الأمانى ... وحزت أسمى الذخائر

وذكر أن مما ثبت من أخبار ملوك الأعاجم، واعتنى به اليونانيون ووضعوا له الفصول والتراجم، أن للحروف خواص وأسرارا، يستخرجون بها أحاديث وأخبارا، وأعظم ما يعتنون به عند كل سنة، يقترحون على من له فكرة صقيلة حسنة، أن يجمع كلمات نقط حروفها ما مضى من الأعوام، فيتفاءلون بما أبررته القدرة عن الإلهام، فيكون غالب ذلك موافقا للمتوقع في ذلك العام.

ولم تزل المشارقة تتمذهب بذلك في سائر أوقاتها، وتستعمله الملوك في مهماتها، ثم ذكر خمسة أبيات كل بيت منها في مسدس فاجتمع من فواتح كلمات تلك الأبيات ثلاثون حرفا، إن جمعتها وجدتها هكذا "محمد بن عبد الله بن إسماعيل نصره الله" وإن عددت نقط حروفها خرج لك عام البيعة.

والرسائل الثلاث بخط مستنبطها الحسن المتسع موجودة بخزانتنا فرغ من آخرها ثامن عشر شوال سنة ١١٧٢ كما وقفت على رحلته نتيجة الاجتهاد بخط يماثل ذلك الخط، وإن كان أدق منه حروفا، وهى بخزانة الدولة بالرباط.

<<  <  ج: ص:  >  >>