له محيا ضاء في أوج الدجى ... سناه مثل القمر المتسق
وراحة تغار من سيولها ... سيول ودق وركام مطبق
ودوحة المجد التي أغصانها ... بها الأرامل ذو تعلق
فاق الرشيد وابنه في حلمه ... وعلمه ورأيه الموفق
وساد كعبا وابن جدعان وطا ... هرا وحاتما ببذل الورق
ولم يدع معنى لمعن في الندى ... ولم يكن كمثله في الخلق
مذ كان طفلا والسماح دأبه ... وغير مأخذ الثنا لم يعشق
نشأ في حجر الخلافة ومذ ... شب فتى بغيرها لم يعلق
فبايعته الناس طرا دفعة ... لم يك فيها أحد بالأسبق
وأعطيت قوس العلا من قد برا ... أعوادها رعاية للأليق
فصار فئ العدل في زمانه ... منتشرا مثل انتشار الشرق (١)
وشاد ركن الدين بالسيف وقد ... حار بتقواه رضا الموفق
وقد رقى في ملكه معارجا ... لم يك غيره إليها يرتقى
ورد أرواح المكارم إلى ... أجسادها بعد ذهاب الرمق
والسعد قد ألقى عصا تسياره ... بقصره وخصه بمعشق
يا ملكا ألوية النصر على ... نظيره بغربنا لم تخفق
طاب المديح فيكم وازدان لى ... فالفكر في بحر الثنا ذو غرق
لولاك كنت للقريض تاركا ... لعدم الباعث والمشوق
(١) في هامش المطبوع: "الشرق الشمس".