وهى معروفة مطبوعة وقد شرحت في مجلدات، وأول من شرحها أبو عبد الله محمد الحريرى قاضيها المتوفى سنة ١٢٤٠ في نيف وتسعين كراسا، ثم الطاهر ابن العناية المكناسى المتقدمة ترجمته، ثم شرحها أديبا العدوتين أبو حامد المكى البطاورى الرباطى قاضيها وأبو العباس أحمد بن خالد الناصرى السلوى وكل منهما في مجلدين.
وكان ابن الونان ناظمها لما انتهى من نظمها قصد بها المترجم الممدوح بها، فتعذر عليه الوصول إليه، فتحين خروجه في بعض الأيام واعترضه في موكبه وصعد نشزًا عاليا من الأرض ونادى بأعلى صوته:
يا سيدى سبط النبى ... أبو الشمقمق أبى
فعرفه رحمه الله وأمر بإحضاره بعد بلوغه إلى منزله فحضر وأنشده إياها فوقعت منه أحسن موقع فأجزل صلته، ورفع منزلته.
ومن شعره فيه قوله وقد أوقع بطائفة من الريف:
سعد الذى آوى لظلك طائعا ... وسعى لخدمتك السعيدة وابتدر
لم يشق إلا خائن متمرد ... نبذ الأمانة والشريعة مذ ختر
كبغاة أهل الريف لا قرت بهم ... عين ولا أسقى بلادهم المطر
شقت عصا الإسلام منهم فرقة ... سلك الغرور برأيها نهج الغرر
ضلوا عن النهج السوى ببغيهم ... فسطا بهم سيف الإمام وما ائتمر
ألقى عليهم من صواعق بنبه ... ما كاد يمحو العين منهم والأثر
ظنوا صياصيهم لهم وزرا وإذ ... خابت ظنونهم تنادوا لا وزر
طهرت بقتلهم البلاد من الأذى ... ولكم بهم قد كان فيها من قذر