الموجهة لتتميم دروسها بعواصم أوربا، كالفقيه أبى عبد الله محمد العلمى الشهير ببنانى بإيطاليا، وآخرون في فرنسا وألمانيا وذلك في حدود ١٣٠٠ حسبما بسطه.
وكان ولوعا بجمع الكتب الغريبة، حتى إنه جمع وهو خليفة عددا من النساخ وجعل لهم محلا مخصوصا لنسخ كتب الحديث وغيرها ورئيسا هو الفقيه الأديب الكاتب السيد محمد بن محمد غريط.
وكان آية عظمى في السماحة والجود. قال في اقتطاف زهر الأفنان: أخبرنى من يوثق به ويعتمد على خبره ممن لازمه يعنى المترجم اللازمة لخاصة أنه لم يقل لا في شئ سئله قط، وهذا من أغرب ما يتحدث به من كرم الشمائل مع كثرة السؤال وتعدد أنواعه كما هو معروف، وهو متأس في ذلك بصالح سلفه كسيدنا زين العابدين القائل فيه الفرزدق.
ما قال لاقط إلافى تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وكان كثير الإغضاء بحيث كان يبغت بعض خاصة الأتباع وهم على غير ما ينبغى فيرجع متعوذا من الشيطان الرجيم، كما أنه كان من التواضع بمكانة، ومن تواضعه أنه كان يخرج للصلوات الخمس متأبطا لبدته سواء في ذلك الحضر والسفر.
وكان مقبلا على شأنه، برع في نظم الأرجال وفاق، يأتى بالتخييلات العجيبة والتشبيهات البديعة والنوادر.
وكان له ولوع بالطرب والنغمات الموسيقية، اتخذ لتعلم ذلك جماعة من الإماء وعين لتعليمهن المعلم الساورى أمهر أرباب الصناعة الموسيقية في عصره، فتعلمن وبرعن في ذلك أعرف بعضهن بالعين والاسم، ولا زالت واحدة منهن