قلائده التي خدم بها مجلس الأمير إبراهيم ابن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ثم جمع ابن هانى السبتى كتابا في شعراء المائة السابعة سماه "الغرة الطالعة" وجاء بعده أبو الوليد ابن الأحم فجعل لأدباء العدوة قسما من كتابه نثير الجمان فيمن ضمه وإياهم الزمان، واقتصر العلمى على من لقيه من أدباء عصره في أنيسه المطرب، ومن هذا الباب ما وضع خاصا ببعض الأفراد الممتازين كاليحمدى وزير مولاى إسماعيل والعياشى زعيم السواحل وأمثالهما من الفضلاء.
ومنهم المؤلفون في المدائن يذكرون أخبارها وما تقلبت فيه من الأحوال وكيف تداولتها الدول ومن كان فيها من الرجال والأسر النبيهة وقد ألف محمد بن يوسف الوراق القيروانى (٢٩٢ -) في أخبار سجلماسة ونكور والبصرة تآليف حسانا كما يقول ابن حزم. وفى فاس ألف عبد الملك بن موسى الوراق كتابه "المقباس في أخبار فاس" وألف في تاريخها ابن حنون وابن عبد الكريم وابن أبى زرع وفى رجالها ابن القاضى وابن الأحمر وابن عيشون والمدرع والفاسى والكنانى وجمع المقرى كتابا فيمن لقيه من الأعلام بها وبمراكش. وألف ابن أبى بكر الحضرمى السلسل العذب والمنهل الأحلى في سلك من تحلى سلكهم في الأربعين من جيل فاس ومكناسة وسلا. وفى سبتة ألف القاضى عياض العيون الستة وهى من كتبه التي لم تتم. وألف غيره بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة في الدول المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب والكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد. وفى مكناسة ألف ابن جابر نزهة الناظر وابن غازى روضه الهتون والجبلى النفحات الوردية. وفى راوية الدلاء ألف الحوات واليازغى. وفى درعة ألف محمد المكى الناصرى الدرر المرصعة.
ولا يزال هذا التاريخ المغربى تعمل فيه الأقلام وتنضب في تدوينه المحابر وتعمل فيه الليالى والأيام وهو لا يزداد إلَّا نُدْحَة في البحث واستقصاء وتنقيبا ومن