للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خديمنا الأرضى الطالب عبد العزيز محبوبة، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فإن أهل سَلا مِنْ خدامنا، الذين لهم كمال المحبة في جانبنا، وممن

نعتقد أنهم يهتمون بأمر الإسلام، غاية الاهتمام، وممن لا نشك أنهم يبذلون أنفسهم في مرضاة الله تعالى ويدخرونها ليوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا فضلا عن المال، الذى لا يلقى له عند أهل الإيثار والخصوصية بال، هذا وفى علمكم ما أصاب المسلمين من أمر الكافرين الذين أرادوا خراب الدين وما قاسيناه معهم من الشدائد التي تشيب الطفل قبل المشيب، حتى رأينا أن لابد من الصلح لأمور يطول شرحها وإيضاحها، وإن كنتم تعلمون بالسماع الفاشى جلها أو كلها معتمدين على ما أفتى به الأئمة في ذلك، سالكين فيه أحسن المسالك، وإلا استولوا على ثغور المسلمين، وأفسدوا الدين وصار الناس منقادين لهم ومسالمين، فصالحناهم على مال دفعنا لهم منه ما كان ببيت المال، ثم شددوا الآن في الاقتضاء، واستعجلوا، وراموا نقض ما عقدناه معهم ليتوصلوا لما فاتهم أولا من الاستيلاء، لا أبلغهم الله ما أملوا، فتعين حينئذ الكلام هنا مع خدامنا أهل فاس في هذا المعنى.

فسارعوا إلى بذل الإعانة، غيرة على الدين وحرصا على أن لا يصل لإخوانهم المؤمنين ذل ولا إهانة، وقد اقتضى ما نعلمه من غيرتكم وكمال محبتكم أن يذكر لكم ما أل إليه الأمر مع الكافرين، ليقوم خدامنا المذكورون بما قدروا عليه من إعانة المسلمين، وليسوا بدون هؤلاء الذين بذلوا مالهم في مرضاة الله دينا ومحبة وخدمة وإيثارا، والظن بهم جميل فليكونوا عند الظن بهم،، وليشتروا بذلك مرضاة ربهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>