لعدم تحقق الأمر، فلما نعى به كاتبكم وبعده نقدموا بحول الله وقوته عليه تأهب لملاقاتنا، ولإقامة بيعتنا، وأعجل في ذلك، فالسابق يفوز، وعجلت إليك رب لترضى.
وكنا أمرنا ولدنا حفظه الله بدخول مكناسة إن حقق الأمر حرصا على جمع كلمة المسلمين، واستقصاء في الأعذار لقطع حجج الملحدين، وإنذارا لمن أراد الحق واتبعه، وإن وصلنا بلد صفرو، نأمركم بالقدوم علينا فيه فالحزم الحزم، فأنتم أولى بذلك والله يعين الجميع بمنه آمين والسلام في ٦ من صفر الخير عام ٧٦ عبد الرحمن بن سليمان لطف الله به آمين وبأتمه نسلم على ابن الفقيه السيد إدريس بن محبنا المرحوم السيد محمد بن إدريس".
ونص آخر كتبه لما وصل صفرو للعربى الجامعى المذكور وشراكة وأولاد جامع يدعوهم لطاعته بعد الحمدلة والهيللة والطابع:
"خالنا الأرضى الفقيه السيد العربي بن المختار وكافة أخوالنا اشركة وأولاد جامع خصوصا وعموما أصلحكم الله ورعاكم وسلام عليكم ورحمة الله.
وبعد: فقد حللنا بصفرو، بقصد درء المفاسد وإطفاء نار الفتنة وهذه نحو الثمانية أيام، ونحن مجدين في إصلاح هذه النواحى حتى أصلحنا بين البرابر واجتمعت كلمتهم على أن لا يقربوا ساحة الفساد ويكونوا عند الأمر والنهى.
والآن إن أردتم أن تتبعوا سبيلهم وتتعاونوا على البر والتقوى فذاك، وإلا فكل واحد لا يلوم إلا نفسه، وما حملنا على هذا إلا أننا رأينا الفساد شاع في الأرض، وكثر نهب المساكين وأكل أموال الناس بالباطل، ولا ذاب يذب عنهم، وحينئذ تعين علينا القيام، حسبة لله الملك العلام، وأنتم والحمد لله اختاركم الله وجعلكم جيش الإسلام، فنحبكم أن تكونوا في إعانتنا، وإن لم يظهر لكم الاتباع