فإننا نكف لساننا وأيدينا، وتروا الفساد الذى يقع من أهله، ويكفينا ثوابا وأجرا أننا أصلحنا هذه الطريق التي كانت شائعة الفساد من هنا إلى سجلماسة، فمن أراد اليوم بها المرور فليمر ولا يضيع له بحول الله وقوته قلامة ظفر، وقد حسمنا مادة الفساد قبل أن يتسع الخرق على الراقع، فكونوا في إعانتنا لأنكم أخوالنا وخدامنا بارك الله فيك والسلام في ١٢ صفر الخير عام ١٢٧٦".
وقد أسلفنا في الترجمة الحسنية بعض أخباره وأخبار ولده المولى سليمان المدعو الكبير الذى خرج على مولاى الحسن لأول ولايته.
ثم في عام سبعة وسبعين كانت فتنة الدجال المارق الجلالى الغرباوى المعروف في لسان العامة بالروكى، وهو من عرب سفيان كان له رأى من الجن أو معرفة بضرب من السحر، فتن العامة بذلك فتنة عظيمة، اهتزت لها الأرض وربت، وكان المترجم يومئذ برباط الفتح، ثم لما أراد الله فضيحة هذا الفتان وإبطال سحره وشعوذته، هيأه للتوجه للزاوية الإدريسية من زرهون، فدخلها يوم الجمعة والناس في الصلاة وقصد الضريح الإدريسى وبقبته كان مكثه أولا ربما طلع لمناره للإشراف على البلد، وشاع عنه ادعاء النسبة الإدريسية، ولأجل ذلك مع احترامه بالضريح المذكور كان يتعصب له بعض مَنْ لاَ يؤبه له من بلد الشرفاء الأدارسة.
وكان العلويون القاطنون هنالك على الضد من ذلك يريدون الإسراع بالفتك به ويتحينون الفرصة الموصلة لهم إليه خشية تفلته، وكانت تحدث بين الفريقين في ذلك خصومات ومنازعات أفضت إلى إخراج الفتان من قبة الضريح وإدخاله للقوس الذى كان بباب مدارج الضريح المذكور وإغلاقه عليه خشية الفتك به، ريثما ينظر السلطان في أمره، فاحتال الشريف أبو العباس أحمد بن المأمون العلوى الإسماعيليّ أحد سكان الزاوية المذكورة بأن أتى متجردا في قميص غير متمنطق ولا لابس لرداء إظهارا لكونه غير حامل لسلاح، وطلب أن ينظر حال المتدجل في