للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف وقع بآكدير ما وقفت عليه في نسخة من كتاب لعله صدر من مولاى الحسن لبعض عمال أبيه المترجم ونصه:

"وبعد: فبعد ما كتبنا لك بما أخبر به وصيف سيدنا بوتيش من ورود الفاسد الحسن انكزرين مع مسكينة لآكدير وإرادتهم الدخول له والاستقرار فيه بقصد الفساد والإفساد، ومضاربة سكانه وجسمية معهم حتى منعوهم من الدخول له أعاد الفاسد المذكور غير مسكينة وأغراهم، وزين لهم ما يعود عليهم وباله في دنياهم وأخراهم، وصاروا معه إخوانا، وعلى الشر أعوانا، ونهبوا جميع مواشى أهل آكدير وزاوية أبى القناديل ونازلوهم وحاصروهم وشدوا عليهم الطرقات والمسالك، حتى إنهم لا يجدون ما يقتاتون به وعزموا على الرحيل منه لأجل ذلك.

وعليه فبوصوله إليك شمر عن ساعد الجد في ترويع سربهم، وتشتيت حزبهم، وحذرهم من شؤم عاقبة ما تصدوا لارتكابه ووخيم مآله، واسترع عليهم بأن آكدير إنما هو زاوية وسطهم فيها عدة المخزن وبيت ماله، وأهله لا يقدرون على الكر ولا الفر، وإن مخرم ما فيه أن نهب إليهم يئول وعليهم يقصر، ولا يسامحون منه في قلامة، ويلامون ويؤاخذون عليه أشد مؤاخذة وملامة، ومرهم برد ما أخذوه لسكانه ولأهل الزاوية المذكورة، إن أرادوا لنفسهم السلامة.

وقد وجهنا حامله ابن عمنا مولاى المهدى والطالب عبد المالك الردنى للوقوف مع من توجهه من قبلك على تشتيت عشهم وتفريق جموعهم ورد ما أخذوه لأربابه، والإشهاد على كل منهم بتوصله به، وإن حاز أحدهم شيئا مما نهب له ولم يشهد عليه فإنا لا نسلم رده إليه.

وقد كتبنا لخديم سيدنا الدوبلالى بمثل هذا في شأن حاحا، فامض على ما أمرناك به وأنذر كبراء مسكينة وأعيانهم وسلهم هل صدر ذلك من رعاتهم بموافقتهم وإشارتهم أم لا، وما موجب سكوتهم إن لم يكونوا موافقين عليه، وهل

<<  <  ج: ص:  >  >>