ولقد كانت قديما المواصلة الشخصية ومكاتبات قناصل فرنسا مع عرشكم تتكفل بإيصال الحقائق إليكم، وقد كانت تلك الوسيلة المتقادمة وسيلة مرضية بين الطرفين، ومنذ توقفت العلائق حسب تلك الوسيلة أخذت الأغراض الشخصية والشهوات النفسية تحاول أن تقوم مقام مصالح الدولة، وقد كنا عرفنا بذلك والدكم فخذ هذه الوصية لأننا نعض عليها بالنواجذ، وقد انشرحنا لاقتبال سفارتكم وكاتبكم الخاص الطالب إدريس بن محمد بن إدريس، وأمينكم البرنوصى بن جلول وعبدكم الأسود عبد القادر البخارى، وقد استقبلهم أهل بلاطنا، وصرحنا لهم بما تكنه قلوبنا من عواطف المحبة في جانبكم.
وأما الطالب إدريس الذى تكلم بحضرتنا نيابة عنكم فقد قام بذلك قياما امتاز به عن غيره مع تؤدة، نجد نفسنا تنشرح بإبلاغكم خبرها، ولذلك فإنه يستحق من عرشكم الجزاء، وقد أظهر كونه أهلا لثقتكم به واستحق هو ورفقاؤه إنعامكم الخاص عليهم.
وقد أمرنا وزير خارجيتنا بسماع ما كلفتم به سفراءكم إبلاغنا إياه ومقابلة ذلك بالقبول، وعسى العناية الربانية تجعل الصداقة بيننا دائمة للأبد، وحرر في قصرنا الامبراطورى سان كلود في ٣٠ من شهر يليز سنة ١٨٦٠ نابليون".
ثم إمضاء وزير الخارجية وطابع لم يقرأ.
وقد وقفت على كتاب آخر من نابليون الثالث لصاحب الترجمة وهو ما بعثه إليه عند إرسال سفير جديد للدولة الفرنسية ونصه: