وأزقتها وأسواقها، فأمر المترجم بإخراج من في تلك البرك والصهاريج كلها وتنقيتها من الطين المتحجر، فاجتمع على ذلك عالم من الناس فكنسوها وعادت إلى حالها الذى بنيت لأجله، وهو اختزان الماء لوقت المصيف، وبذلك كمل المراد من أجدال وصار آمنا من الأمحال والعطش.
ومنها إحياء عين أبى عكاز خارج باب الطبول من مراكش، وكانت لها بركة بائدة على الوصف المذكور، فجر لها عينا ثرة وماء غدقا وأجراه إلى البركة المذكورة بعد أن أمر بتنقيتها وإصلاحها، فعاد البسيط الذى حولها مزارع نفاعة تغنى الزارعين وتبهج الناظرين، وبنى حولها قلعة يأوى إليها الأكرة والحراثون بأنعامهم ومواشيهم، واتخذ هنالك من إناث الخيل المعدة للنتاج عددا كثيرا.
ومنها إحياء عين المنارة وبركتها العظمى التي تقرب من البحر الأصغر بدار الهناء وكانت قد عطلت منذ زمان.
ومنها إجراء النهر المسمى بتاركى المستمد من وادى نفيس.
ومنها إجراء النهر الذى جلبه من تاستاوت إلى البسيط الذى بين بلاد زمران والرحامنة والسراغنة، وهو المسمى بفيطوط، وبنى فيها قصبة يأوى إليها الوكلاء والفلاحون فصارت آهلة عامرة.
ومنها تأسيسه مسجد ضريح جده المولى عبد الله بفاس وصومعته وذلك في جدود أربعة وسبعين ومائتين وألف.
ومنها بناؤه مسجد أبى العباس أحمد الشاوى، وجعله مسجدا جامعا تقام به الجمعة وذلك في حدود اثنين وثمانين.
ومنها بناء سوق المجادليين أمام ضريح الشيخ أبى العباس أحمد السبتى دفين حومة الزاوية من مراكش الحمراء، وكان بناؤه لذلك على عهد السلطان والده زمن خلافته عنه، وشاهد ذلك ما هو مرقوم أعلى الباب هنالك ولفظه: