هذا المقام هو المقام الأحمد ... جادت به يمنى زمان يحمد
في عام (رشد ١١٦٦ ناجح) قد زانه ... تاج الخلافة ذو الوفاء محمد
رمز للتاريخ المذكور في لفظتى رشد ناجح من مجموع مائتين للراء، وألف للشين، وأربعة للدال، وخمسين للنون، وواحد للألف، وثلاثة للجيم، وثمانية للحاء.
وصاحب الترجمة أول من نظم الجيش واتخذ العسكر على الطرق الحديثة بالمغرب، وكان ابتداء ذلك أيام خلافته عن أبيه عقب واقعة إيسلى، وذلك يدل على أصالة رأيه ورجحان عقله رحمه الله، ثم اجتهد في ذلك بعد موت أبيه عقب قضية تطوان لما علم أن السبب الأهم في الوقعتين هو اختلال أمر الجند، فجمع منه ما تيسر جمعه من القبائل ونظمه ورتبه ونقل أهل تولال الذين كانوا بفاس إلى نواحى مكناس، وأدرجهم في الجيش البخارى، كما جمع الخلط من البلاد التي كانوا فيها وأضافهم للجيش المذكور تقوية له.
وقد كان لباس عسكره من أعلى طراز من الملف وكسوة رؤسائه مزركشة ومرصعة بخيوط الذهب، ونعالهم من جلد أحمر، وسلاحهم من أعلى نوع في ذلك العهد، وكان ينقسم إلى قسمين: خيالة، ورماة. وكل طابور يشتمل على تسعمائة جندى، فيه عدد من حملة الشواقير.
وفى دولته أنشئت المطبعة الحجرية بفاس وذلك سنة ١٢٨٤ وطبع فيها شرح الخرشى على المختصر، وكان تمام طبعه في ذى الحجة سنة ١٢٨٧ في ستة أجزاء، وكذلك طبع ميارة الصغير، والأزهرى على الآجرومية طبعا متقنا بأرفع خط، وأجود ورق وأصقله لم يطبع مثل ذلك بعد، وله رحمه الله آثار أخر مما يطول تتبعه.