وقول السيد التهامى المدغرى المسعودى صاحب الأزجال الشهيرة، المتوفى بفاس ضحوة يوم الأحد ٢١ محرم فاتح ١٢٧٣ فيه لما ختم كتاب إقليدس في الهندسة عام ١٢٧١ على ما سبق صدر الترجمة:
برزت على قدر لنا أشكالها ... من صدرها في طيها أشكالها
وحكت مقالتها المقادر بعدها ... صحت نتائجها وصح مقالها
أشكالها تحكى قباب محلة ... تحت الخليفة خيلها ورجالها
أو خلتها شجرا صغيرا مثمرا ... فاجن الثمار ولو بدت عذالها
أو خلتها خيلا بدت عربية ... برباطها قبل العدا أبطالها
ما شئت من قوس رنت أوتارها ... ترمى البغاة سهامها ونصالها
رنت وأنت في فنا أقطارها ... وحمت مناشرها الحمى ونضالها
لكنها قد خيمت بمعاقل ... صفت بمشكلها فعز وصالها
واستوطنت قنن الجبال صعابها ... فعلت بها بين الجبال جبالها
ورقت مفاخر مجدها في منعة ... فتكبرت وتجبرت أقيالها
ظنت بأن الجو خال من مدى ... ظفر البزاة فلا تطيش نبالها
فعلت معاقلها الرجال وفلها ... سيف الحجا فتمزقت أوصالها
بل لو رأت ليث الكتائب خلفها ... ضاقت مذاهبها وضاق محالها
أو لو رأته لدرسها متهيئا ... خضعت لديه سهولها ورمالها
يا هند غرتك السنية أوضحت ... برموزها عجبا فبان جمالها
قد جئتنا في همة شماء في ... أوج العلا مرفوعة آمالها