فهوت بها أطيار ذهن ثاقب ... من جوها يا حبذا إرسالها
وأتت به ليث الوغى مأسورة ... حلت غنائمها وحل منالها
فاقتضتها قهرا وكانت قبله ... رتقاء لم تفتح إذًا أقفالها
فغدت حضيضا صفصفا في كفه ... لم يخف عنه حالها ومآلها
وغدت فتوح سرها طوعا له ... إذ بايعته يمينها وشمالها
فانظر لهندسة تلاشى حصنها ... لولا الخليفة ما بدت أظلالها
لولا الخليفة بثها في أرضنا ... غربت حقيقة شمسها وخيالها
لولا الخليفة معرقا في فنها ... محيت معالمها وقد شكالها
لولا الخليفة لم تزل بغطائها ... لولا الخليفة ما استضاء جمالها
لولا الخليفة ما سمت شرفاتها ... فوق الثريا واستنار هلالها
لولا الخليفة ما علت أعلامها ... كلا ولا انتشرت لديك ظلالها
لولا الخليفة ما علا مقدارها ... لولا الخليفة ما صفا منهالها
لولا الخليفة عطلت راياتها ... وعدت على حذاقها جهالها
لولا الخليفة معتن بدليلها ... ضلت على وجه الفلاة جمالها
لولا الخليفة قادها عن خبرة ... تاهت على لجج الظلام رحالها
لولا الخليفة جد في إحيائها ... هلكت فما ظفرت بها سؤالها
لولا الخليفة ما استجاد نظامها ... كف الزمان ولا بدا إقبالها
لولا الخليفة صانها بمراحها ... ضجت نجائبها وضاع عقالها
لولا الخليفة بالسياسة راضها ... ضاعت على موج الفضا أحمالها