ضال، حقيق بكل نكال، وقد بالغ أئمة التحقيق من المتأخرين في رد قول الحكم العلم إن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك، وقالوا: إنه من تخليط مقام البداية بالنهاية، وذلك أقرب إلى الضلال من الهداية.
وممن قرر ذلك وحرره المواق في سنن المهتدين، وابن زكرى، والشيخ جسوس في شرح الحكم، فهذا وفقك الله هو القسطاس الذى يزن به من وقع في الإنكار على العلماء لا ما تسوله النفوس وتوحيه شياطين الجن إلى شياطين الإنس.
وأما ما سبق عن ابتهاج القلوب من قوة هؤلاء الضالين على الأفعال التي سبق وصفه إياها هى بحيلة عمل الشرّ ذاك، فهو لا يطرد في عموم المتظاهرين بذلك، ومن أبعد البعيد أن تقوم على اطراده في كل زمن ومكان حجة، وإنما غالب ذلك من آثار سلطة الروح على الجسم حين الخروج عما هو الأعم الأغلب من الأحوال الاعتيادية بأسباب شيطانية أو ربانية، وقد قرر ذلك وبسطه ابن تيمية في رسائله الكبرى، وابن خلدون أواخر مقدمته.
مشيخته: أخذ عن أبى العباس الحارثى السفيانى المترجم قبل وصحبه إلى وفاته، ثم عن سيدى عبد العزيز التباع بعهد من الأول له وعلى يده تم له الفتح، ثم عن سيدى الصغير السهلى، والثلاثة عن الإمام الجزولى رضى الله عنه وعن أهل الله فطريق المترجم جزولية.
الآخذون عنه: منهم أبو الحجاج بن مهدى، ومنهم أبو الرواين الحجوب المترجم بعد.
ولادته: ولد سنة اثنين وسبعين بتقديم السين على الموحدة من التاسعة بمختار فرقة من قبيلة بنى حسن الشهيرة.