للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منقوش بأبهى من طرق الحمام، يدخل إليها من جهاتها الأربع وبداخلها خصة رخام لم ير الراءون مثلها في ضخامة الشكل وسعة الدائرة وإحكام صنعة ترصيف ما أحدق بها من الرخام، وبإزاء القبة بئر أحدق به أربع خصص صغار وإلى جنب كل خصة حوض يمتلئ منها، وبإزاء الصحن المذكور بالركن الذي التقى فيه الربع الشرقى بالربع القبلى منار يرقى فيه بغير مدارج، بل بترصيف مستوى المعارج، مطبق الأعلى فلا يصيب فيه المؤذن حر شمس ولا مطر، ولا ينال بصره من محارم المسلمين قطاف وطر.

ومن محاسن هذا الجامع أن أسند إليه بربعه القبلى من حيث اتصاله بالربع الشرقى خزانة الكتب مشملة على قبتين قائمة حلقتها على أربعة قوائم من الرخام، وبها من الكتب العلمية ألوف عديدة ... إلخ ما وصفه به مما لا ينطبق إلا على جامع الأنوار المعروف بهذا الاسم الآن وذلك الانطباق وقت شبابه، وقبل انقلابه وإيابه، أما بعد ذلك فلم يبق من دلائل ذلك الانطباق إلا شهرته قديما وحديثا بجامع الأنوار مع ما أدركناه من بقايا دار الوضوء الموصوفة في الجهة الشرقية إلى أن استأصلتها الدولة الحامية، ومع بقايا خزانة الكتب الموصوفة في كلام زهر البستان، فإن بابها بالمحل المعين في كلام زهر البستان مع ما سمعته من والدى عن والده رحمهما الله أن تلك الباب هي باب خزانة الكتب الإسماعييلية التي فرق السلطان سيدي محمَّد بن عبد الله كتبها على مساجد المملكة، وإنما قلت لم يبق من دلائل الانطباق إلا ذلك, لأن جامع الأنوار قد مسخ، وتقلب في أطوار النحس والمسخ، حتى إنا ما أدركنا شيئًا مما وصف من بهجته، ولا بعض ما يمثل حسن صورته، سوى الجدرات المحيطة به وأطلال بعض ما عداها، أما ما عدا ذلك فلم ندرك منه رسما ولا طللا وليت هو أنه انتهى عند هذا الحد، ولكنه زاد على. ذلك بأن أُعِدَّ تارة لربط الدواب وأخرى لاستقرار من هم شر من الدوابِ، وهم

<<  <  ج: ص:  >  >>