للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر المؤرخ بعام ثمانية وأربعين ومائة وألف، وحبس عليها خديم مقامه العالى القائد على بن يشو اليازغى عقارا حسبما بعقد وقفت عليه بتاريخ أواسط جمادى الثانية عام سبعة وعشرين ومائة وألف، ومع الأسف فقد اندثرت هذه السقاية وعفت منها الآثار, ولم تنتج لها أحباسها العديدة أدنى وقاية من يد الاضمحلال والاندثار.

ومنها مسجد باب البراذعيين الشهير، وكان تأسيسه له تحت نظر وزيره على ابن يشو، وذلك عام واحد وعشرين ومائة وألف، وهذا التاريخ هو الذي رسم بخشب باب مقصورة المنبر بالجامع المذكور في أبيات لعمل منبره، ونصُّ ذلك:

أنا منبر للذكر والوعظ أنصب ... دوائى لأمراض القلوب مجرب

ومولاى إسماعيل عز عن امره ... تأنق في صنعى الوزير المهذب

على بن يشو راجيا فضل ربه ... وإن رمت تاريخى بحقّ سيحسب (١)

ومنها جامع الأنوار المعروف بهذا الاسم إلى الزمان الحاضر الذي بابه الأكبر عن يمين الداخل للقصبة الإسماعلية من باب منصور العلج، ففي "زهر البستان". في نسب أخوال سيدنا زيدان بن مولانا إسماعيل، أن مما شيده مولانا إسماعيل مسجد الأنوار الذي هو لأشتات المحاسن جامع، فمن سوارى رخامية يقارب عددها المائتين، ومن صحن بديع الشكل بهى المنظر رجب المتسع عدم النظير بالعدوتين، بوسطه قبة ارتفعت عن أن تقاس بمثال، قائمة على أعمدة من الرخام مختلفة الأشكال، بزواياها الأربع شبابيك مصنوعة من الخشب أمسكت بصفائح مذهبة أركانها، أرضها مفروشة بالرخام، وسماؤها وشيت من خشب ملون


(١) في المطبوع: "وإن رمت تاريخي (شاقك) يحسب" وهو غير صحيح عروضيا. ولعل المناسب ما أثبتناه. والأبيات من الطويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>