منائره الرائقة ومنابره، ظل الآنام، وكهف الإسلام، ملاذ الخاص والعام، مقيم فخر أمة جده عليه الصلاة والسلام، أبقى الله مجد بيته العتيق، تأوى إليه الأعيان خاضعة من كل فج عميق.
السلام التام، على شريف البساط وعلى المقام، والرحمة والبركة ما أدار رائد فلكه، وأنام ثاقب فلكه، هذا وليعلم مولانا، المقيم لشعائر الشرائع المحمدية قواعد وأركانا، أن مملوك نعمك، وغريق بحر جودك وكرمك، قد والله ملئت أردان قلبه شوقًا، وجرت به أفراس التشوق إلى مشاهدة الطلعة العلية طلقا، فلا والذي بعث جدك بالحق، وأقامك مقامه في إقامة الشرائع وسياسة الخلق، ما قطعت بك الصافنات الجياد سبسبا أو وهادا، إلا وسوابق الأرواح بين يدي جحافل مولانا تتهادى، ولا نفحت قواصف أو لمحت هواجر، إلا والعيون من فرط الإشفاق، من معاناة مولانا المشاق الشواق، للذيذ كراها هواجر.
لكن إذا ارتاد المشفق فكره، وبصر بأن الله سبحانه قد ضاعف لخلفاء العدل مثوبته وأجره، حيث جعل سبحانه هاطل المنافع والمصالح من عنان عدلهم يسح وابله وطله، وناهيك بما أتحفهم من مطارف المجازات إذ جعلهم أشرف الأصناف السبعة الذين يظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فعند ذلك تعم بالحبيب باله، واضمحل لاعج الإشفاق وبلباله، وانقشعت مزن الأتراح والمواجد، وأفترت بواسم الأفراخ حتى أبدت النواجذ.
ويكفى في الباب، قول صفوة الأنبياء ولباب اللباب: لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عبادة العابد في بيته مائة سنة كما في حديث أبى هريرة، ولا غرو كما قال الأئمة في أن الأجور باعتبار المشاق، ومقاساة الأمور الشواق، ولذلك كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أزكى الناس مناصب، وأعلاهم مراتب، وقد استحثتني بواعث اشتياقى، واستنجدتنى للقدوم عزائم