للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من إجازته للشاب الفقيه النبيه الأزكى الأحظى الموقت الأديب الزكى المرتضى سيدى محمد بن الفقيه المؤقت العفيف النزيه الخير ذى الأخلاق الزكية، والأحوال المرضية، سيدى عبد الرحمن الفاسى لقبا المكناسى دارا وقرارا في التآليف التوقيتية والآلات الفلكية، فإنه لجدير بأن يجار في ذلك، وأحق بأن يؤذن له في سلوك تلك المسالك، لحذاقته ونبله، وقوة إدراكه، وصفاء مرآة ذهنه وعقله، وولوعه بحصول هذا الفن وتحصيله وعكوفه على طلبه بكرة الزمان وأصيله.

وأخذه عن ذويه وخصوصا ما أحرز وحازه عن الشيخ العارف أعلاه فإنه القدوة في ذلك المشهور، وعلم الفلك في هذا العصر عليه مقصور، وهو قطبه الذى عليه يدور، فقد صادفت إجازته صوب الصواب، وكشفت عن وجوه الحق اللئام والنقاب، سيما وهو قد انتصب بالفعل لمباشرة الأوقات، بالحساب والآلات، ومارس أدوارها الفلكية بالأدراج والساعات، وظهرت في ذلك نجابته، وتحققت فيه موافقته للصواب وإصابته، وصدق فيه مقاله، وصح فيه حسابه وأعماله، في ليله ويومه، وصحوه وغيمه، منذ مدة مديدة وأزمان، وليس الخبر كالعيان، والله تعالى يوفقه ويمده بمدده، ويعينه على ما هو بصدده، وكتب الفقير إلى رحمة مولاه الكريم محمد العربي بن عبد السلام بن إبراهيم الدكالى كان الله له وليا وبه حفيا آمين. انتهى.

الحمد لله المجاز المذكور، بما هو مكتتب ومسطور، أولا وآخرا حرى بحلاه، وما نظم ورقم أعلاه، إلى ما جمعه من لآلئ ويواقيت، وصار به فذا في المواقيت، نشأة سنية، وسيرة سنية، والله جل جلاله ينفعنا وإياه، ويديم رقيه وبغياه، وكتب طالبا دعاءه، وملبيا نداءه، ومتلمسا من مولاه ذى الطول، يوم الحر والهول، ظله ورداءه، محمد بن أحمد بن الحاج وفقه الله بجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وذريته الأكرمين. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>