وكتب عبيد ربه المعترف بذنبه الراجى عفو ربه عبد الواحد بن محمد بن هارون. انتهى.
نثره: من ذلك تقرير إجارة لفظها بعد البسملة والصلاة:
الحمد لله الذى رفع بعلم ما أودع من أسرار، ونفع بما نزع من قلوب المعتدين الأشرار، وأمتع لمن برع بما كشف عنه لأهله الأستار، فصاع بما أبدع مما لا تدركه العقول والأفكار، ورصع بما جمع القلوب بالسبر والمسبار، نحمده سبحانه على ما أبرز من نعمه وحجز من إثمه، وتجاوز عمن طلب الإجازة عن ذنوبه واجتزم من ظلمه، وأنعم على من أكرم بحسن الإنعام، فوفقهم لتعديل الأحكام ففازوا بالحياة والمكاسب، وحازوا بعد الانتقال حسن العواقب، فطوبى لمن صدق برسله ووعده، وتبا لمن عبد الشيطان وحكم بنده، فذلك الذى ضيع دنياه، وفاته مناه ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من أخلص عبادته وعلمه، ووحده في ملكه وشهد بأن الملوك خدمة، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذى أرسله بالهدى فيسر منهجه القويم بالموافق، وأصلح بيسارته الإصلاح الفائق، - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه الشموس المضيئة مع الأقمار، كل بنوبته في روضة الأزهار، الذين تبعوا سنة المختار في الإقبال والإدبار، ففازوا بالأصل الحقيقى والمعدل، وبعد قطرهم عن الميل الثانى والميل الأول، وفضلوا بارتفاع البصر، في أبد الدهر، وحسن النعت، بتعديل السمت، على أن سمت الارتفاع، ظله باع، ومطالع الاستوا، في أفقها استوى، فلله من طالع قوى، ولله من غارب ارتفع صاحبه فكأنه ليس في المغرب ولا هوى، فهناك تود أن المواهب عندها تكمل، وتتلألأ المراتب أبهى من الشموس في الحمل.
هذا وإن للعلم ذروة يتبوأها كل ذى حجا، وهمة يتفيأ ظلالها المتفيئ في النهار وفى الدجى، وإن لذويه لخصيصة راسخة، ومراتب سنية غير رازخة، تأهل