ألف فيه نفائس تبهر العقول، واقتنص من جوها كل عنقاء من مستحسنات النقول، قال: وفيها أقول:
معان من الصنع البديع تصيدها ... بزاة عقول في سماء من الفكر
تجول مجال الطير فى جو أفقها ... وتسبح كالحيتان في لجة البحر
فمنها لطيف صيده نحلة ... ومنها قوى يخطف الصيد كصقر
وله عدة رسائل مختلفة الأوضاع، تشهد له بما منحه من غزارة الاطلاع، أورد منها عصريه مترجمه في سنى المهتدى جملة وافرة تركنا جلبها هنا اختصارا.
ولادته: ولد على رأس الستين بعد الألف ببلده بنى يحمد حسبما صرح بذلك لعصريه مترجمه المذكور.
بعض ما قيل فيه من الأمداح
من ذلك قول أبى الحسن على مصباح المذكور مستشفعا عنده في ابن أخ له وعلى لسانه، وذلك أنه كانت ابنة له تحت ابن أخيه فأحفظها يوما فلحقت بأبيها المترجم، فاشتدت ندامة الزوج على ما صنع، فلما أراد أن يهب إلى صاحب الترجمة في شأن أهله هابه وخاف عقوبته، فكتب إليه هذه القصيدة وارتحل بها إليه، فلما قرأها سرى عنه وأرضاه، ورد عليه روجه راضية مرضية:
ما لى سوى ذا إليك سبيل ... والذل بين يد الكرام جميل