الأقاليم ورجالها، وهابت فحول الكلام نضالها ونزالها، فمزنها كل يوم فسام الأوداء، وسم الأعداء هامى، حتى كأنه المعنى بقول التهامى:
وإذا رأس في الأنامل منه ... قلما واستمد ساء وسرا
قلما دبر الأقاليم حتى ... قال فيه أهل التناسخ أمرا
يتبع الرمح أمره أن عشريـ ... ـن ذراعا بالرأى يخدمن شبرا
وبالجملة فترجمة الرجل طويلة الذيل، بعيدة النيل، أفردها عصريه أبو الحسن على بن أحمد بن قاسم مصباح الزرويلي بالتأليف في مجلد ضخم سماه: سنا المهتدى، إلى مفاخر الوزير ابن أبى العباس اليحمدى. ألفه سنة خمسة وعشرين ومائة وألف، حسبما أفصح بذلك عن نفسه في مؤلفه المذكور، وهو من نفائس مكتبتنا الزيدانية ومفاخرها الثمينة.
مشيخته: منهم أبو محمد القادر الفاسى، وأبو العباس أحمد بن حمدان، وأبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسى ونظراؤهم.
الآخذون عنه: منهم مخدومه السلطان الأكبر مولانا إسماعيل، فقد صرح قدس الله روحه بذلك لولده المأمون المذكور لما قال له في وشايته به إن اليحمدي يزعم أنه هو الذى علمك الدين، إذ قال في جوابه: والله إنه لصادق إن قال ذلك، هو الذى علمنى دينى وعرفني بربى. هـ.
وذلك أكبر دليل وأعظم شاهد على إنصاف هذا السلطان واعترافه بالحق وعدم ميله للنفس الأمارة.
مؤلفاته: منها كناشته الحفيلة المحشوة بكل نادرة وغريبة في مجلدات عشر ضخام، موجودة بتمامها بمكتبتنا، وقد وصف كناشته هذه بعض معاصريه بقوله: