سألت الندى هل أنت حر فقال لا ... ولكننى عبد ليحيى بن خالد
فقلت شراء قال لا بل وراثة ... توارثنى عن والد بعد والد
فقال السلطان إن ذلك لغاية في بابه فقال ذلك البعض يعني المترجم لو شئت لقلت أحسن منه وأنشد ما نصَّه:
ولما رأيت الجود في البحر فاشيا ... ومن جوده الدر النظيم المنضد
فقلت ومن في الناس علمك الندى ... فقال أمير المؤمنين محمَّد
فتعجب السلطان والحاضرون لارتجاله، وجودة مقاله، وأعطاه السلطان جائزة عظيمة.
وقوله كما في منهل الورد الصافى يهجو عصريه أديب الزمان أبا العباس بن الونان:
ألا قل لغمر جاهل وحسود ... غيى بليد الطبع حلف جحود
نافس في العلياء حبرا مهذبا ... له في مقام المجد خير شهود
لعمرك قد أرقيت نفسك للعلا ... بلا سلم إذ لم تبؤ بفريد
وحاولت أمراً لست تعلم أنَّه ... تمنع عن ذى منعة وعديد
فكم ظلت أسعى في رشادك علنى ... أراك حذورا على صرير وعيد
فهأنا ذا مستجمع الفكر راكباً ... مطية فخر في مقام شهود
تيقظ لقولى واستمع كل حجة ... فإنك يا ابن القن بيت قصيد
وخذ من قرى الأبطال ما أنت طالب ... فأنت على راصى الندى بشديد
ولا تأس إن أبصرت زلزال بارق ... تقدمه نكباء ذات خلود