وكان غير حريص عليها، قنوع بالقليل، خرج يوما القاضى أبو العباس ابن سودة من مقصورة مجلس حكمه فرأى الشيخ المترجم ذاهبا من سماط العدول لداره، فسأله عن موجب استعجاله؟ فقال له الشيخ: حصلت على ما أحتاج إليه لنفقة يومى ولا حاجة لي بالزائد على ذلك، وتولى قضاء الجماعة بالحضرة الهاشمية مدينة مكناسة الزيتون.
وقفت على رسم سجل عليه بتاريخ سابع عشر جمادى الأولى عام عشرين ومائتين وألف، وآخر بتاربخ خامس جمادى الأخيرة من العام المذكور محلى فيه بما لفظه: يشهد الفقير إلى الله سبحانه، الراجى عفوه وغفرانه. قاضى الجماعة بالحضرة المولوية الهاشمية وهو محمد بن محمد الهنيوى اليازغى أعزه الله، وآخر مؤدى عليه بتاريخ خامس رجب العام عدلاه عبد الرحمن بن التهامى المزطارى ومحمد المكى بن الجيلانى بن المير، وآخر بتاريخ عشرى شعبان من العام نفسه نص تحليته فيه العلامة إمام المدرسين، وقدوة المتقين، قاضى حضرتى فاس الإدريسية القرويين والهاشمية السلطانية المولوية مدينة مكناسة الزيتون، المصونة باسم الله المصون، وهو القاضى الخ.
مشيخته: أخذ عن الشيخ عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة حسبما صرح به في مكتوب له، والشيخ عبد الكريم اليازغى المتوفى في السابع والعشرين من ذى القعدة عام تسعة وتسعين ومائة وألف وغيرهما.
مؤلفاته: له شرح على شامل بهرام في عدة أسفار ضخام تمم به شرح العلامة التسولى بأمر السلطان الأعدل مولانا سليمان رحم الله الجميع.
نثره: من ذلك قوله مقرظا البستان الظريف لأبي القاسم الزيانى: الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض وحده. والصلاة والسلام على من هو للأنام قدوة. مولانا محمد أفضل هذه الأمة. وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى مولانا