للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا هذه الدولة مطرزة بلطائف كل دولة، منمقة بكل من له نخوة وصولة، ممزوجة بكل حادثة وقعت قبلها، وفي قصرها وضعت كل حامل حملها، وكل عروس طوقتها حليها، اطلب ما شئت من شراب عذب سائع بعد القرى، فكل الصيد في جوف الفرى، تقبل الله من مخترعه عمله، وبلغه في الدارين قصده وأمله هـ.

ومن ذلك رسالة كتب بها إلى العلامة سيدي عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة، رأيتها بخط العلامة المحقق، قطب الفصاحة وأساس البلاغة والبراعة، مركز العلوم، المحيط بالمنطوق والمفهوم، المتخلق بمكارم الأخلاق، مع الأقارب والأباعد، سيدنا العلامة أبى محمد عبد الواحد، من تحلى بقلائد العقيان، وبرز على الأقران. إلى غاية لا يختلف فيها اثنان، وليس الخبر كالعيان، وكيف لا وهو نتيجة مولانا أبى العباس نجل مولانا الإمام، سيد العلماء الأعلام، وشيخ المشايخ العظام، خاتمة المحققين، ونخبة الأولياء العارفين.

مَن أشرقت أنواره على الحاضر والبادى، سيدنا ومولانا التاودى، قدس الله روحه وأعلى درجته في عليين، وأبقى بركته في ذريته وعقبه وسائر المسلمين إلى يوم الدين، هذا وقد ورد علينا كتابكم السنى، وخطابكم الشهى، وقد تلألأت بمعانى تبيانه وجواهره الحسان أقلام السطور والطروس، واهتزت ببديع براعته وبلاغته الأعطاف والرءوس، وسما ببديع البنان وسحر البيان، على قس وسحبان، لا زالت أقلامكم تجرى بالسعادة والسعود، وتبعث الأمانى البيض من الخطوط السود، وبعد سلام ألطف من نسيم الصبا، وألذ من أيام الشيبة والصبا، وثناء منتظم كعقود الجمان، وأبهى من الورد في أجياد الحسان، فإن سائلكم عن مسألة الحبس قال إنه يأتى برسمه لينظر، فلعله بدا له وتأخر، ونحن على محبتكم مع الاعتراف بنفعكم والأخذ عنكم، زادكم الله شرفا وتعظيما، ومكانة وتكريما،

<<  <  ج: ص:  >  >>