زانت مدائحهم نظام محبهم ... فامتاز بين معانديه وإن عتوا.
ما كل من مدح الكرام أصاب ما ... فيهم وما كل إذا مدحوا صغوا
لكن مناقب هؤلاء جليلة ... أنستك ذكر من مضى لما بدوا
دلوا على الهدى القويم بحالهم ... ومقالهم ومن الجهالة قد شفوا
فالله يحفظهم ويبقى فرعهم ... وهم هداة للأنام كما اهتدوا
قلت: حدثني بعض العدول المبرزين الأثبات من شيوخى الأعلام، أنه وقف على هذه القصيدة بخط ناظمها عند الفقيه السيد المكى بن سودة نجل قاضى الحضرة المكناسية العلامة السيد الحاج المهدى آتى الترجمة خالية من الأبيات المصرحة بنسبة الممدوحين بها للشرف، وإنما هى ملحقة بالهوامش بخط غير الخط المكتوب به الأصل. هـ.
وعليه فلا ريب أن تلك الأبيات مختلقة، ومما يؤيد اختلاقها ويبرهن على براءة المترجم منها قوله في البيت الرابع والثلاثين من نفس القصيدة: فالسوديون المريون ذوو الوفا، فإنه اقتصر على نسبتهم لمرة، وقد حقق النسابون أن مرة من مشترك الأنساب كما هى في قريش في غيرها من قبائل العرب، وقد تقرر أن الأعم لا إشعار له بأخص معين، وإذا كانت القرشية لم تتحقق فكيف بالهاشمية التي هى أخص، وقوله أيضا قبل ذلك في البيت الثالث والعشرين فسلن لسان الدين الخ، فإن ابن الخطيب وصاحب الصفوة والقادرى في النشر المحال عليهم لم يفه واحد منهم بكون السوديين من أهل النسبة الطاهرة الهاشمية.
هذا وقد وقفت على ما يقطع دعوى كل ناعق النسبة لبيت السوديين في رسالة للعلامة الأصيل السيد أحمد بن سودة قاضى حضرتنا المكناسية جوابا عن