الذي من استند إليه ارتقى في ذروة الكمال وسما. والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيدنا محمد أجل من أسند عنه الرواة والعلما. وأفضل من ارتوى من رشح علومه وحكمه الأولياء والحكما. وعلى آله وأصحابه الذين نقلوا من أقواله وأفعاله وتقريراته ما أزالوا به عنا كل غشاوة وعما، صلاة وسلاما دائمين ما أرسلت السماء قطرا وبدا بها صحو أو غما، والرضا عن ساداتنا التابعين لهم بإحسان وكل من انتسب إليهم إلى يوم الدين وانتمى.
وبعد: فليتفضل سيدنا وسندنا ووسيلتنا إلى ربنا الحبر الهمام، ذو الثبات والرسوخ شيخ الشيوخ الجهابذة الأعلام، الذي ألقت إليه العلوم كل زمام، فالناس له تابعون وبه مؤتمون وهو الإمام، أبو عبد الله سيدي محمد التودى ابن سودة المرى، لازال الكريم بنفائس المعارف إليه يقرى، بالإجازة لهذا العبد الضعيف، الذي قطع عمره في البطالة والتسويف محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف الحاج الرهونى، وهو وإن لم يكن لذلك أهلا، فاقبلوه منًّا منكم وفضلا، كى تهب عليه نفحاتكم العظمى، ويستوجب بذلك من الله مزيد الرحمى، ويرتفع بالإسناد إليكم قدر هذا الخسيس، وكيف لا وأنتم القوم لا يشقى بكم الجليس، أجازكم الكريم بأنفس ما أجاز به وفده المقربين، وأطال بكم النفع للخاصة والعامة من المسلمين، بجاه سيد الأولين والآخرين، وأختم استدعائى هذا بما قال القائل:
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله ... وهذا دعاء للبرية شامل
ولادته: ولد في ذى القعدة الحرام عام تسعة بتقديم المثناة وخمسين ومائة وألف.
وفاته: توفي بعد فجر يوم السبت ثالث عشر وقيل موفى عشرى رمضان سنة ثلاثين ومائتين وألف، ودفن يسار محراب روضة شيخه سيدي على بن أحمد المذكور بوزان، رحم الله الجميع بمنه آمين.