الأرب، ومفتاح لكنوز الأسرار، ووصلة إلى عطف الأبرار، وحلية للفضلاء والأحرار، تنفعل النفوس الكريمة لنشيده، وتعنو الهمم العلية لبديعه ومشيده، وترتاح إليه الطباع العربية، وتهتز له النفوس الأبية، فتستجلب الأرباح بتقليد أعلاق فريده، وتستحلب أخلاف الفضل بحديثه الغض وجريده:
فكم شفع القريض فنال سعدا ... وقرب للسيادة من قصى
وكم أغنى أخا فقر وأقنى ... وكم أعلى أخا قدر دنى
وحسبك آية إكرام كعب ... وما قد نال من عطف النبى
فهل فتى منكم يورى في مدحهم زنده، وينفق على أخوته مما عنده، ويجلب للجميع ببديع الاستلطاف، ورفيع الاستعطاف، ما تفيض به أبحر المواهب، وتستجلى به وجوه المذاهب. فقال أحدهم أجل، وقام وارتجل:
فقالوا لقد دعوت منهم مجيبًا، وسترى من سر الله عجيبًا، غير أنك اقتصرت واختصرت، وقصرت لما اهتصرت، فهلا آثرت من نحن جميعًا تحت ظلاله الوارفة، وخصصت من ملكنا بفضله تالد المجد وطارفه، واستجلبت فإن المولى، أحق بالأثرة وأولى، مع أن نواله للبرية شامل، وأفضل ما به يدين الإنسان الله ويعامل، وقد أفصح عن ذلك وأعرب، أثر الدعاء إذا كان أعم كان إلى الإجابة أقرب، فأنشد فتى وما روى، وأنقع غلة السامعين وروى: