رضى الله عنه مع ثقوب نورانية كوكبه الدرى في بسط خلقه معنا جميعا كأحدنا، وأحني وأشفق علينا جميعا من والدينا، يهتم لما أهمنا وما يهمنا أكثر من اهتمامنا لأنفسنا.
وهذا الأمر يا أخى في كثير من المعارف والأحباب صار كعنقا مغرب في زماننا، بل وفيما قبله في غالب غابر القرون الماضية، فلم يبق لنا جميعا يا أخى والله إلا حصر الشوفة القلبية والقالبية في انتظار كرم الكريم فيمن أظهر لنا كرامته، وأوسعنا مبرته، ففيه بربنا وربه غاية المنى، وشفاء الضنا، وفى إقبالنا بالله عليه تسهيل المقاصد، لكل قاصد، وسترى أنت وأنا وجميع أهل محبته رضى الله عنه من فضل الله ورحمته ما لم يكن لنا في حساب، فالله يا أخى معنا حيثما كنا حاضر لا يغيب، ودائم الحياة لا يموت، وعلى ما يشاء قدير لا يعجز أبدًا.
هذه مذاكرة معك فيما لا يخفى عليك، والحمد لله يقننا الله وإياك بكمال اليقين، وطوى طويتنا وطويتك على إخلاص الموقنين، ورزقنا وإياك شكر الصابرين وتوبة الصديقين إلى الآخرة.
وما أوسع يا أخى حلم الحليم، ورحمة الرحيم، وإن ربى لطيف لما يشاء، ولا تغفل يا أخى عنى وعسى نصر من الله وفتح قريب، متعنا الله جميعًا يا محل إخوتى في مطالعة كتب محاسن قدرته، ومحاضرة أنس بشائر ذخائر مبرته، فيما تفضل الله علينا به، فجعله لنا قدوة الاهتداء، وجمعنا به إليه فصار لنا خير في ليل عليه، وبالحقيقة كان الله ولا شئ معه، وفى قريب يرى عبد الله حسن الشفاء والعافية بالضامن الملى جل وعلا، وطالع يا أخى والخير العظيم في قراءة ما شاء الله من القرآن العظيم بالترتيل والتأمل، وفى الأسحار ربيع الأبرار، وملازمة ما تيسر من دلائل الخيرات بالتأمل التام أيضًا، تستلزم جلب المسرات، ودفع المضرات