راقد عليه والثياب التي هو لابس لها، وودع أحبابه ومعارفه من حضر منهم بالمشافهة ومن غاب بالمكاتبة، وهيأ نعشه وعين صدقة أيام مَأْتَمه، ومن يغسله، ومن يصلى عليه، ومن يلقنه في قبره إلى غير ذلك، وصار بعد ذلك لا يأذن لمن ودعه في الدخول عليه، ويقول: قد ودعته في الله، واختلى تلك المدة بربه لا يدخل عليه عند الحاجة إلا ولداه الفقيه المولى على والفقيه سيدى محمد، إلى أن انتقل لوطن الرحمة محمود المساعى.
وأنه شاهد يوم وفاته جماعة من سعاة أهل بلده يبكون عليه ويقولون مات أبو الدراويش، كان يعطينا ويفعل معنا.
وبالجملة فالرجل لم يترك بعده ببلده مثله رحمه الله.
وكان سكنى هذه الشعبة الشبيهية التي منها المترجم أولا بمكناس، ثم انتقل جلهم لجوار ضريح جدهم بزاوية زرهون، وبقى البعض إلى الحين الحالى بحضرتنا المكناسية، صانها المولى من كل بلية.
مشيخته: أخذ عن العلامة سيدى أحمد المرنيسى، والعلامة الحاج المهدى ابن سودة، والعلامة سيدى الحاج عمر ابن سودة، والعلامة الحاج أحمد بن سودة، والعلامة ابن عبد الرحمن الحجرتى وغيرهم ممن هو في طبقتهم.
الآخذون عنه: منهم ابن عمنا العلامة مولاى عبد السلام بن عمر العلوى المدغرى، وابن عمنا النقاد الأقعد الثبت السيد محمد بن أحمد، والعلامة سيدى الفاطمى بن الفضيل الإدريسي، وولداه مولاى على وسيدى محمد وغيرهم من أهل العلم والدين.
مؤلفاته: له تقييد في أدب زيارة الأولياء والترغيب في ذلك، وآخر في جواز تأخير السحور إلى طلوع الفجر، وطرر على صحيح البخارى من كتاب