للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يأخذ برأيه في مهمات الأمور ويعتمده وله الوثوق التام بصدقه وأَمانته قامت لدى الخاص والعام على ذلك براهين ساطعة، فكم جهز الجيوش الهامة ذات العدة والعدد، وعقد له عليها وأَسند إليه أمرها، وقصر النظر فيه عليه، وبالجملة فقد كان له لديه جاه ووجاهة ومكانه لم يلحقها غيره، يرافقه في الأسفار. يخصه ببث الأسرار. حتى إنه كان كلفه بالنظر في كل ما ينسب لفل ذة كبده وأعز أبنائه لديه وولى عهده من بعده السلطان السابق مولاى عبد العزيز، ودونك نص الظهير المصادر له في ذلك بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير:

"يعلم من كتابنا هذا أعلى الله مقداره. وأجرى على فلك الإسعاد مداره. أننا بحول الله وقوته. وشامل يمنه ومنته. كلفنا ابن عمنا الأرضى سيدي محمَّد الأمرانى بالنظر في كل ما ينسب للولد عبد العزيز أصلحه الله من الماشية والحرث ونحو ذلك مما تنتجه المواشى من الغلة كالصوف والسمن والنتاج ونحو ذلك، وكذلك الحرث بحيث يكون بصيرة في الكل يعرف الداخل والنتاج والغلة وما زاد وما نقص حتى لا يضيع شيء منه، ويعلمنا عن ذلك بما ظهر له فيه من صلاح أو ضده، وكذلك في عمل المكلفين به، وما يرى في ذلك من استحسان وتسديد أو غير ذلك، لنأمر فيه بالمقتضى والسلام صدر به أمرنا المعتز بالله تعالى في خامس محرم الحرام فاتح عام أربعة وثلاثمائة وألف" هـ.

وقد اقتفى أثر هذا السلطان العظيم المقدار في تبجيل المترجم وإجلاله وندبه للمهمات وترشيحه للملمات، بنوه الملوك الحيلة من بعده ووجهه المولى عبد العزيز لقبيلة الأخماس وطنجة وتطوان لما تفاحش أمر الريسونى بتلك النواحى، ولو تتبعنا خصوص ما بمكتبتنا من الأوراق الرسمية المتعلقة بمأمورياته لجاء في مجلدات، وإليك مثالا منها كتبه له أحمد بن موسى باقعة الوزراء وداهية الصدور والرؤساء:

<<  <  ج: ص:  >  >>