"محبنا الشريف الأرضى، سيدي محمَّد الأمرانى أمنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: وصل كتاباك أحدهما بتاريخ رابع عشر شهر التاريخ, والثانى بتاريخ خامس عشر منه أخبرت في الأول بأنك لما حللت المحلة السعيدة أَلفيتها بخير، غير أن فساد الأعشاش وملال ومن شوكتِهم اشتدت شوكتهم وكثرت آراؤهم في تعمير موسم طبق ما تقدم الإعلام به بعد ما كان أخبر عمال الأعشاش باضمحلال أمره، وأن الفساد تمالئوا واجتمعوا بسوق أولاد محمَّد ونادوا بعمارته رغما على كل أحد، وصار الفساد يسرى، وأن العمال لم يغنوا في ذلك شيئًا ولم تظهر لهم خدمة ولا نتيجة، وأنك لما رأيت ما هم عليه من الرعب خاطبت، قواد أولاد مراح والشبانى والبرهمى بإنهاض حركتهم حلة ومحلة امام المحلة لعزمك على الرحيل غد التاريخ والتخييم بطالع السلطان قرب بلاد الأحلاف والأولاد بعد مفاوضتك في ذلك، مع عمال الشاوية المخيمين بالمحلة وجوابهم لك باستحسان ذلك وعدم المصلحة في طول مقام المحلة، وأن بسبب ذلك استطال الفساد حتى صاروا يزحفون لقرب المحلة، واشتد طمعهم فيها وسرى ذلك لغيرهم من القبائل التي كانت تنالها الأحكام، فامتدت أيديهم لنهب السبل وقطعها على المارة، وأن من المتعين إنهاض محلة القرب للتخييم بقربكم وتجديد شريف الأمر للجوار بشد العضد والتضييق بالفساد حيث لا زال لم يظهر أثر منهم عدا أولاه عبدون الذين لم يقصروا في ضرب الخزازرة.
وأن من المصلحة تعجيل نهوض الركاب العالى بالله لتدارك رقع أولئك خرق أولئك الفساد، وجعل ذلك بيت القصيد، ذاكرًا أن من هون أمر تلك الناحية وسهل أمرها، فقد خان وغش الجناب المعتز بالله.