وأخبرنى في الثاني بنهوضهم يوم التاريخ المذكور بالمحلة السعدية وتخييمكم بطابع السلطان قرب دار الحاج عبد القادر الحلفى وقرب الأولاد وتلقيه لكم مع قواد الأولاد والخدمين الإبراهيمى والشبانى بعدد وافر معتبر من الخيل، مظهرين الفرح والسرور، وتخييم بعض حلة أولاد مراح مع حلة الشبانى والإبراهيمى بقرب المحلة، ذاكرًا أن هذا النهوض يكون بحول الله سببا في إخضاد شوكتهم وتفريق جمعهم الفاسد، وأنه ظهر بسببه أثر الخير، وطلب منك، عمال الأعشاش الزيادة بالمحلة لقصبة المعاريف قرب دار ولد توزرت، وأَشار عليك البعض بالتخييم بدار ابن أحمد، حيث إن بعض أولاد محمَّد نازل بقربها، وأنك كتبت لأعيانهم وكبرائهم بما تقتضيه المصلحة من التأليف المشوب بالإرهاب مع التأمين عليهم، وأنه إن أفاد ذلك فيهم فذاك المراد، وإلا فلا بُدّ من الزيادة بالمحلة السعيدة للتخييم بأحد المحلين المذكورين إظهارًا للسطوة المولوية عليهم، وصار بالبال بعد اطلاع العلم الشريف، فقال دام علاه: أما ما كانوا توافقوا عليه من عمارة موسم الفساد إلخ فقد كان بلغ شريف علمه ذلك وصدر الأمر بالبحث عن حقيقة ذلك، وأما ما خاطبت به أولاد مراح ومن ذكرت معهم من إنهاض حركتهم حلة ومحلة أمام المحلة السعدية بقصد التخييم بطالع السلطان، فقد استحسنه مولانا دام علاه وعده من الحزم، وأما ما أنتجته مفاوضتك مع عمال الشارية من تعين نهوض المحلة الغربية للتخييم قربكم إلخ، فقد صادف الحال أن الأمر الشريف صدر لمولاى الأمين بالنهوض بها والتخييم بمائة بير وبير من بلاد الحلاليف من زعير في الحدود بينهم وبين الأعشاش، ولا يكون الأوصل وجدد له شريف الأمر بالتضييق بهم فقد جدده لهم وأكد عليهم فيه، وها مكاتبه الشريفة بذلك تصلك طيه لتوجهها لهم على يدك، إلا أنك لم تبين المراد بالتضييق هل بشد الوطأة عليهم فقط كما أُمروا الآن أو بضربهم فلتبين ذلك.