للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله بالدار البيضاء المحروسة، وأقمناه مقام عمنا مولاى الأمين فيما كان له من التكليف هنالك، والنظر في أمور المخزن ومباشرة المصالح المنوطة بتلك الناحية، فنأمره أن يجرى في ذلك على ما يراد من المقابلة بجد واهتمام، وعدم ارتكاب ما يخل بالمصالح في نقض أو إبرام، كما نأمر من يقف عليه من خدامنا وولاة أوامرنا الشريفة أن يعرفوا قدر ما أسندناه إليه من ذلك التكليف، وطوقناه من ذلك الوظيف، والله يلهم الجميع رشده والسلام، صدر به أمرنا المعتز بالله تعالى في ثامن عشر حجة الحرام عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف" هـ.

وأقره على ذلك هنالك السلطان المعظم مولانا يوسف، وزاد بأن جمع له بين الخلافة عنه والعمالة هناك، ونص الظهير الشريف الذي أصدره له في ذلك: الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه (يوسف بن الحسن بن محمَّد الله وليّه) ومن تكن برسول الله نصرته إلى منتقم:

خدامنا الأرضين أهل الثغر البيضاوى كافة، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله.

فقد اقتضت المصلحة العامة اجتماع ووظيفتى خليفة حضرتنا الشريف وعامل البلد في ذلك الثغر في يد واحدة، وعليه فقد أعفينا خديمنا الطالب محمَّد الجباص من التكليف هنا كم ووظفناه بالوزارة الكبرى, وأسندنا لابن عمنا الأرضى سيدي محمَّد الأمرانى الوظيفتين المذكورتين وأمرناه بالقيام بشئونهما، فنأمركم أن تسمعوا وتطيعوا فيما يأمركم به من أمور خدمتنا الشريفة أسعدكم الله به وأسعده بكم ووفق الجميع لما فيه رضاه، والسلام في متم رجب عام ١٣٣١".

ولم يزل قائما بأعباء تلك المأمورية أحسن قيام إلى أن قبضه الله إليه.

وهو الذي ترأس جيوش الحماية عند مقدمها لفاس، ثم لمكناس عند انتصار السلطان مولاى عبد الحفيظ بها على باغية البرابر زمن قيامها عليه بمكناس على ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>