بضواحى البلد فمدت يد التعدى بالنهب والإفساد في أجنة وبحائر البلد وأحوازها.
وفي فاتح شعبان قتل جماعة من رؤساء العبيد منهم البشا غانم، والقائد عبد المجيد سعدون، والقائد عيسى مفتاح، وأولاد الريفى.
وفي أوائل رمضان عزل بوعزة الزيزى عن حسبة فاس ووليها العدل الحاج محمَّد سوسان، وفي يوم الأربعاء رابع عشر رمضان أكلت قافلة بين فاس ومكناس وتعذر المرور في السابلة من يومئذ، وفي آخر رمضان المذكور عزل سوسانا.
وفي أوائل شوال كتب لأبي عيسى المهدي الفاسى يستقدمه لحضرته للوساطة في إصلاح ذات البين بينه وبين الباشا أَحْمد بن عليّ الريفى، إذ كانت حدثت بينهما وحشة تكدر بها جو الصفا وأصبح الريفى المذكور حجر عثار في طريق نجاح مساعى المترجم، وفي سابع شوال وجه أَبا عيسى للريفى بكتاب لفظه بعد الحمدلة والصلاة:
"الأجل الأسمى، المجاهد الأحمى، أخبرنا في الله تعالى الباشا أَحْمد بن على أمدك الله بمعونته، وأبقاك مصونا في حوز حمايته، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وأمانه وتحياته.
أما بعد: أبعد الله عنك كل ما يطويه الفكر، وأبقاك سالم الأحوال في جميع الآصال والبكر، وقوى محاسنك بالجد، ومطالعك بالسعد، آمين فلقد اتصل بمقامنا العلي بالله الفقيه الجليل، العالم النحرير النَّبِيل، نجل السادات الأبرار، العلماء الصلحاء الأخيار، الأئمة الأعلام، والقدوة لمن أصلح الله حاله من الأنام، سيدي المهدي حفيد نبراس أولياء الله الأصعد، القطب الأوحد، أبي يعقوب سيدي يوسف الفاسى نفعنا الله ببركاته، وأفاض علينا من بحر كمالاته، آمين يَا رب العالمين.