الفاقة والإملاق وعدم الدواب لتوالى السنين الشهباء عليهم جلهم كان بالفُئُوس والأغنياء منهم حرثوا على الحمر، قال في الدر المنتخب نقلا عن بعض المؤرخين لقد علمت أن سبعة اشتركوا في زوجة حمير، فحملوا عليها إحدى وعشرين وسقا، وأعطى الله تبارك وتعالى البركة في تلك السنة وتدارك عبادة باللطف بعد، الشدة هـ.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشر صفر عزل السيد محمَّد البكرى الدلائى عن قضاء فاس، وولى مكانه أَبا عبد الله محمَّد بن عليّ الشدادى، وعزل أَبا العباس أَحْمد الصبيحى عن الإمامة والخطابة والتدريس بالحرم الإدريسى، وولى مكانه العلامة أَبا المواهب عبد الكبير السرغينى.
وفي الرابع والعشرين من صفر صدر الأمر السلطانى بين العشاءين بإخراج محمَّد مامى من الضريح الإدريسى، وقد كان مستجيرا به، فأخرج قهرًا ولما مثل بين يدي المترجم بمكناسة قتله من حينه.
وفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الأول ألقى القبض على العربي بن عزوز ناظر القرويين لما تحقق لديه من اشتغاله بما لا يعنيه، واجتماعه مع لفيف من خاصته على الغناء والملاهى بداره، وسجنه مع جماعته ثم وقعت الشفاعة فيه للسلطان فعفا عنه ورده لمأموريته.
وفي سادس جمادى الأولى وقيل صبيحة يوم الاثنين الحادى عشر منه، نهض المترجم إسعافا لرغبة العبيد واتقاء لشرهم لجبل فازاز في عساكره وجنوده، حيث بلغهم أن السلطان عبد الله بويع له بمراكش وأحوازها، والحال أنَّه كان بعيدًا عنها، وأقام المترجم بجبال فازاز مدة تنيف على الشهر، ثم اعتراه انحراف في المزاج فانقلب لمكناس، ودخله في عاشر جمادى الثَّانية، ونزلت تلك المحال