وكتب لصهره الباشا أَحْمد الريفى يأمره بالإيقاع بأهل تطاون لتخلفهم عن بيعته، وقد كانت بينه وبينهم عداوة وشحناء، فاغتنمها الريفى فرصة واقتحم تطاون على حين غفلة من أهلها فدمر ونهب وقتل من وجوهها نحو الثمانية، ووظف على من بقي ما ضاقوا به ذرعا مما لا طاقة لهم بوفائه.
وقد كان الحوات هو صاحب أمر المترجم ولم يزل حاملا راية الدفاع عنه والسعى في نصرته إلى أن قبضه الله إليه، وكانت وفاته في ثامن ربيع الأول عام اثنين وخمسين بعد أن دعا المترجم عليه بالهلاك.
وفي سابع جمادى الأولى من العام سرح المترجم أخاه ابن عريبة من عقاله.
وفي عاشر رجب عاثت فرقة من حجاوة وانضم إليها خليط من الرعاع وأطلقوا يد السلب والنهب في السابلة، ولما تفاحش أمرهم أرسل المترجم عليهم القبائل المجاورة لهم، وأمر بإلقاء القبض عليهم حيثما وجدوا والبعث بهم لمكناسة.
وفي السادس عشر من شوال أمر بضرب أعناق عدد من وصل لحضرته المكناسية من المتمردين المذكورين، وعلقت رءوسهم على أبواب المدينة وجدراتها، ولم يزل هذا شأنه معهم إلى أن تابوا وأنابوا.
وفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذى القعدة الحرام وجه أخاه المولى بناصر لقتال عبدة لما كانوا عليه من التمرد والعيث في الطرقات والاستطالة على القبائل الحوزية، فقتل منهم عددًا وأرغمهم على الرضوخ للطاعة، ووظف عليهم مالا له بال، وآب لأخيه المترجم سالمًا غانما.
ولما كان عام اثنين وخمسين ومائة وألف، أوقع صاحب الترجمة بالباشا العياشى وتوالت الأمطار وقام النَّاس على ساق في الحراثة ركما عما كانوا عليه من