صدق المحبة وخالص الوداد، وجميل الاعتقاد، فكان يؤثرهم ويعظم أقدارهم، ويرفع على سائر الديار ديارهم، مع ما أكرمهم الله به من العلم والصلاح والقيام بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإظهار معالمها، والاصطفاء لحاملها وعالمها، وتشييدهم لبنيانها، وتدعيم أركانها، ووقوفهم في بثها وتعليمها، وحضهم على تخليصها.
فقد أعلوا منارها بوضع التآليف، وحسن التصانيف، فكثرت في ذلك دفاترهم، وعظمت عند العلماء والصلحاء والملوك وذوى السلوك مآثرهم، فناهيك بتلك الدار، وما لها من الحرمة والمقدار، حتَّى إن بعض علماء العصر ذكر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتَّى يأتى أمر الله، وفي بعض الروايات وهم بالمغرب، قال: ولعلها أن تكون راوية سيدي عبد القادر الفاسى من كثرة ما تواتر عنها من وقوف أهلها في إحياء السنة، جعلنا الله وإياكم ممن يقوم بشروطها، ويختال إن شاء الله في حالها ومروطها.
فثق بهذا السيد في كل ما يبلغه عنا لسانه وبيانه، فهو كتابنا إليك حقيقة، وهذا الكتاب إنما هو عنوانه، ولما تحدثت معه على شأنك آليت له بأيمان غليظة على صدق ما حدثته به، ولا يعرف تلك الأيمان إلَّا من هو مثله، إذ لا يعرف الأشياء على حقائقها، وكشف دقائقها، إلَّا ذووها، ومعاده عليكم الرحمة والبركة وفي ٧ شوال عام ١١٥٢".
وفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال أتت فرقة من آيت يوسف بقصد قتال الودايا وشبت بينهما حرب مات وجرح فيها من الفريقين عدد، ونشأت عن ذلك قلاقل وفتن، وفي آخر شوال المذكور رفض عبيد البخارى طاعة الباشا الدكالى لقبح سيرته ومقابلته إياهم بغاية الصرامة والأذى حتَّى بالقتل، وولى مكانه القائد بو عزة مولى الشربيل وكان ممن حنكته التجاريب، ومن أهل السبقية في الخدمة السلطانية في العصر الإسماعيلي، عصر الجد والنجدة والحزم، فقام في