الكبير ووزان، ووجه له البيعة أبو الحسن على الوزانى المذكور، وأهدى له فرسًا من عتاق الخيل وندبه للإسراع إلى العاصمة المكناسية.
ثم وجه المترجم من يقطع رأس محمَّد وعزيز، وسعيد بن العياشى، وغيرهما من قواد العبيد فلما سمع بذلك وعزيز المذكور وجه للشيخ التاودى ابن سودة بفاس يطلب منه أن لا يبايع أحدًا من أولاد السلطان سيدي محمَّد بن عبد الله، فأجابه الفقيه المذكور لتأخير ذلك إلى أن تجتمع كلمة المسلمين، ويتفق أهل الحل والربط على إحضار أبناء السلطان المذكور، وينظرون لأنفسهم من يبايعونه منهم بالتسليم أو القرعة، وإلا فالأحق بها هو مولانا هشام الذي حارب عليها وقتل أخاه، وهو أَيضًا بالأرض التي مات فيها السلطان، ثم بعد هذا بدا لوعزيز المطيرى المذكور أن يبايع أَبا الرَّبيع سليمان وزيف قول الفقيه المذكور وذلك بعد موافقة رؤساء العبيد معه على البيعة للمذكور.
أما المترجم فإنَّه أقام بتازروت، وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من رجب ورد عليه أبو محمَّد التهامى بن الحسنى بالفرس الذي أهداه أبو الحسن على بن أَحْمد وتولى أبو محمَّد التهامى المذكور كلمة المترجم وصارت كالوزير له.
وفي يوم الأحد حادى عشر الشهر نهض المترجم من تازروت بخيل أهل الريف وسفيان وبنى مالك والخلط وطليق وغيرهم، وفرق في الأشراف وغيرهم نقودًا ذهبية وخيم ببني عروس، ومن الغد ارتحل بعد أن التقي بالمرابط السيد هدى وسار إلى أن نزل بزيتونة بني كرفط، ومن الغد ظعن لوادى المبهازن ودخل القصر يوم الخميس الثالث والعشرين من الشهر وأقام فيه فريضة الجمعة، وبات يوم السبت بصرصر، ونزل يوم الأحد بآزجن، وفي يوم الاثنين دخل وزان وخيم بالظهر الطَّويل، وأعطى الشرفاء أَلْف دينار ذهبا وكساهم بالملف والحرير والكتان.
وفي يوم الجمعة متم الشهر جددت له البيعة بوزان على يد أبي الحسن على ابن رشدون وخطب به الفقيه أبو عبد الله محمَّد الرهونى فأعطاه نحو خمسين دينار، وأظهر الشعار الملكى هنالك ولعب البارود طلقا على الخيل، وقبل هذا