اليوم وردت عليه بيعة كلعية، ووفد عليه البعض من برابر زمور وآيت يمور وعرب بني حسن، وتجرد أبو الحسن بن أَحْمد لندب القبائل للعض بالنواجذ على بيعة المترجم وحثهم على ذلك وكتب بذلك للشاوية، وَسَلَا، والرباط.
وأما محمَّد وعزيز فإنَّه صار يندب النَّاس لبيعة أبي الربيع، وكتب للرباط وَسَلَا أَيضًا والقبائل البربرية وأهل مكناس والعبيد وفاس وتازا وغير ذلك، فأَجابوه لبيعة أبي الرَّبيع وبايعوه، فصارت الدولة دولات والملوك وكذلك: مولاى هشام أمير مراكش، وأبو الرَّبيع أمير فاس، والمترجم أمير وزان والجبال الهبطية وما وإلى ذلك.
وفي يوم السبت فاتح شعبان قدم بنو مستارة لصاحب الترجمة فرسًا برسم الهدية وكذلك قبيلة دخيسة وأولاد نصير وآيت يمور وجروان، وفيه أَيضًا وجه القائد عمر الرحيوى البُخَارِيّ للإتيان بعيال أخيه اليزيد من تطاوين وكذلك من بقي بها من نساء أَبيه.
وفي يوم الاثنين ثالث شعبان وردت عليه خيل جروان وآيت يمور وأثنى عليهم بالشجاعة والثبات، وأمرهم بالتعرض لمحلة العبيد التي بقيت بعد وفاة أخيه اليزيد بمراكش، حيث بلغه أنها من أهل طاعته فليتركوها وليعززوها إلى أن تأتى إليه، فإن رأَوا أنها تريد اللحوق بأخيه أبي الرَّبيع فلينهبوها، فإنَّها حاملة للانفاض والسلاح والمزارق وغير ذلك مما خلفه اليزيد، ومعها نحو الثمانين بغلة وعدد رجالها ما بين فرسان ورماة نحو الألفين، ووصلهم بنقود ذهبية والتزم لهم بأداء دية من هلك منهم، وغرم ما عسى أن يموت أو يتلف لهم من أفراسهم فأجابوه بالسمع والطاعة، وتوجهوا لما أمروا به يوم الثلاثاء رابع شعبان فوجدوا المحلة التي توجهوا من أجلها دخلت مكناسة يوم الاثنين ثالث الشهر.
وفي يوم السبت الثامن منه بلغ الرحيوى المذكور آنفًا جبل الحبيب راجعا من