تطاوين بمن ذكر من النساء اللاتى توجه لأجل الإتيان بهن للمترجم، فتعرض له عشعاش الذي كان صاحب الترجمة همَّ بالإيقاع به أول ما بويع له ونزع منه ما أتى به من مال ومتمول وسلاح وبارود وثياب، وأعانه على ذلك الشرفاء أولاد مولاى عبد السلام بن مشيش، وذلك يوم السبت الثامن من شعبان المذكور، وفيه وردت عليه ثلاثمائة فارس من زمور الشلح مبايعين.
وفي اليوم نفسه اجتمع أهل العدوتين سَلَا، والرباط بالزاوية التهامية بقصد المفاوضة فيمن يبايعونه من المنتصبين للملك، إذ المترجم كان قائما بوزان وما والاه مما ذكر، وأبو الرَّبيع سليمان بفاس ومن انضم إليهما، وهشام بمراكش ونواحيه، فوقع النزاع بين أهل العدوتين عبد الله بركاش مال لبيعة هشام محتجًا بأن أبناءهم تحت يده، وأنه قاتل على الملك حتَّى ظفر به، وأن كتابه بطلب مبايعتهم له سبق غيره في الوصول إليهم، وبأنهم إن بايعوا سليمان أو مسلمة يقتل هشام أولادهم، وكانوا ثلاثين ما بين أهل الرباط وَسَلَا، فنازعه الحاج العباس مرينو وأبي إلَّا المبايعة لصاحب الترجمة، واحتج بكتاب أبي الحسن على بن أَحْمد الوزانى، فنازعه أولاد الرايس بكتاب من أبي عبد الله محمَّد بن عبد القادر يقول فيه: نحن أهل وزان ما بايعنا أحدًا من سليمان ولا سلامة، وقال فقهاء أهل سَلَا لبركاش: بايع من شئت، وحسبنا الإشهاد عليك، فأجابهم بقوله: لا تشهدوا عَلَيَّ ولا أشهد عليكم، وأنتم فقهاء تحللون وتحرمون، فإن بايعتهم سلامة مكنونى من خط يدكم فإن ورد هشام نمكنه منه ودونكم وإياه، أو قدم سليمان فكذلك، وكان فقهاء العدوتين يريدون سلامة إلَّا محمَّد الغربى الرباطى، فإنَّه كان يعزز بركاش في رأيه، ثم اتفق رأى العلماء بعد أخذ ورد على البيعة لأول قادم عليهم من المذكورين، ثم وقعت إثر ذلك حيل وخدع لا حاجة بنا لذكرها وقد بسطها الضعيف في تاريخه.