وفي يوم الأربعاء الثاني عشر من شعبان وجه المترجم ولده جعفرًا مع بني مالك وسفيان وبعض بني حسن والبعض من زمور الشلح وآيت يمور ووصلهم بنصف دينار لمنفر، وكانوا نحو الألفين وأمرهم بالتعرض لبوعزة القسطالى وقطع رأسه، ولما وصلوا وادى بهت وجدوه دخل مكناسة.
وفي اليوم نفسه وجه أبو الرَّبيع سليمان أخاه الطيب في جيش لمطاردة الرشيد ابن المترجم، إذ كان يومئذ مخيما بزرهِون مع آيت يموريشن للغارات على الزراهنة الذين هم في طاعته، وكان المترجم بعث للعبيد الذين خلفهم اليزيد محاصرين لسبتة، وكان عددهم نحو الخمسمائة، ولما وافوه لوزان وجههم رِدْءًا لولده الرشيد المذكور، وفوض الأمر لرئيسهم ابن عليّ، وأعطاه بطائق مختومة بخاتمه يكتب فيها للقبائل بما يراه مصلحة وفي اليوم نفسه وجه المترجم ولده جعفرًا لإغاثة صنوه الرشيد بزرهون مع آيت يمور وزمور الشلح وبنى مالك وسفيان وبنى حسن وغيرهم، فأوقعوا بمحال المترجم شر وقعة ونسفوا أموالهم وبددوا جموعهم، وفروا إلى الريف ولحق المترجم بابنيه المذكورين وابن أخيه الحسن.
ثم بعد ذلك نهض إليهم أبو الرَّبيع في جنود جرارة لا قبل لهم بها, ولما التقى الجمعان على ضفة وادى سبو بالمحل المعروف بالحجر الواقف وقعت الهزيمة على المترجم وأنصاره في أول غارة، فولوا الأدبار وتركوا جميع مقوماتهم غنيمة باردة لأبي الرَّبيع، وبإثر ذلك وافى نساء آيت يمور وصبيانهم على الحضرة السليمانية متشفعين تائبين، وفي العفو عنهم راغبين، فعفا عفو قادر، ثم بعد هذا عسكر المترجم وسط بلاد الحياينة فتوجه إليه أبو الرَّبيع وفلَّ جموعه ورجع الحياينة في قيود الهوان والصغار يطلبون العفو والأمان، فأمنهم قال في الجيش: ولم يبق مع المترجم إلَّا خاصته وولداه وابن أخيه الحسن بن يزيد.