ومشاركة كاملة في سائر الفنون، ضابط متقن، راوية ذرب اللسان، ثبت الجنان، سياسى ماهر، مطلع خبير بصير بالعواقب، حامل لواء التحقيق في زمانه، مشار إليه بالبنان بين أقرانه، درس العلم بأقطار المشرقين والمغربين فأجاد وأفاد، وخلد الثناء عليه في الأغوار والأنجاد، وكان شيخ مجلس السلطان العادل سيدنا الجد مولاى عبد الرَّحْمَن بن هشام، ثم السلطان سيدي محمَّد، ثم السلطان مولاى الحسن في صحيح البُخَارِى في الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان.
رحل إلى الحج ثامن ربيع النبوى عام تسعة بتقديم المثناة وستين ومائتين وألف فحج وزار، ولقى هنالك جماعة من الفضلاء والأخيار، ودرس بمصر والحرمين، وأقر له بالفضل والتقديم دون مين، ووقع له هنالك ظهور كبير، أخبر به الجم الغفير، وقد مدحه غير واحد من أعلام تلك الأصقاع، فمن ذلك ما مدحه به الشيخ إبراهيم بن سراج الدين الإسكندرانى وذلك في ٢٥ ربيع الثاني عام ١٢٧٠ من جملة قصيدة طويلة:
فسبحان من أمضى على الجور حكمها ... وجدد بالمهدى ما كان أخلقه
همام له في صولة البحث مدرك ... به أنطق الدين الحقيق ومنطقه
وما مدحه به الشيخ حسن بن الحاج على اللقاني في جمادى الأولى عامة.
أفاتكة الألحاظ مائسة القد ... أضلتك عن نهج الهداية والرشد
إلى أن قال:
أم الدين والدنيا أَشارا وأشرقا ... فهل هذا روح الله أم قدم المهدى
همام له في الفضل والعلم والعلا ... خصائص قد جلت عن الحصر والعد
هو البحر بحر العلم والحلم والتقى ... وكشاف ما تخفى العبارة عن قصد