من الحنابلة الطَّبقة الأولى منهم: عبد الرَّحْمَن الحنبلي انتهى لفظه.
وفي أوائل صفر عام اثنين وسبعين ولى قضاء بَلَدِنا مكناسة الزيتون، وبقى واليا بها إلى أن نقله الله، ومع ما كان عليه المترجم من الحظوة والجاه، فقد كان كثير التنصل من توليته خطة القضاء، فقد وقفت على عدة مكاتيب بعث بها إلى جلالة السلطان يطلب الإعفاء من الخطة ويعتذر بشدة رغبته في التأليف والتدريس مع كبر السن, فلم يجب إلى رغبته لما عرف به من العدل والاستقامة والصرامة في الحق.
فمن ذلك مكتوب بعث به إلى الوزير الطيب بو عشرين بتاريخ ٢٩ شوال عام ستة وسبعين أَلح فيه كثيرًا وأكثر من الاستعطاف، ومكتوب آخر بعث به إلى المذكور أَيضًا لم يدع بابا من أبواب الالتجاء إلى الأعتاب الشريفة إِلَّا وَلَجه، ومع ذلك قدمت الجلالة الشريفة حقوق الأمة على حقوقه رحمه الله رحمة واسعة.
مشيخته: أَخذ عن العلامة سيدي عبد السلام الأزمى المتوفى يوم الأحد عاشر شعبان عام واحد وأربعين ومائتين وألف وهو عمدته في المعقول، وعن السيد عبد القادر الكوهن المتوفى بطيبة الطيبة عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف وهو عمدته في الفقه، وعن سيدي محمَّد الحراق وهو عمدته في التفسير والحديث، وأجازه الثلاثة عامة، وعن سيدي على بن إدريس قصارة أخذ عنه النحو والحساب والعروض، وعن سيدي بدر الدين الحمومى، وشيخ الجماعة السيد محمَّد بن عبد الرحمن الفيلانى وغيرهم.
الآخذون عنه: أَخذ عنه بمصر الشيخ عليش، والشيخ عبد الهادي نجا الأبيارى، وبدمشق الشيخ دكدوك، وبفاس أخوه السيد أَحْمد قاضى مكناسة من بعده، والحاج محمَّد جنون صاحب اختصار الرهونى، وشيخنا أبو العباس بن الخياط الزكارى، وشيخنا السيد العباس بن أَحْمد التازى، والعلامة سيدي جعفر الكتابى، والقاضى السيد حميد بالتصغير بنانى، وخلق وبمكناس السيد فضول ابن